نام کتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 85
في معرض الاحتجاج برأيهم إلا مترحما عليهم ، مشيدا بأقدارهم ، فلا يكتفى بأن يقول مثلا : سمعت شيخنا أبا الفتح ابن جنى ، أو : قال لي الشيخ أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي أدام اللَّه توفيقه ، أو كنت سألت شيخنا أبا بكر محمد بن موسى الخوارزمي رحمه اللَّه ، أو غير ذلك مما يفيد قراءته على شيوخه ، ولكنه حين يستحسن قولا لأحد شيوخه أو رأيا لأحد أساتذته لا يني عن الإشارة إلى ذلك والإشادة به ، كما صنع مع شيخه أبى الفتح عثمان بن جنى الذي شرح معنى قولهم : لعمر اللَّه ، أنهم يريدون القسم بالحياة التي يحيى بها اللَّه ، لا الحياة التي يحيا بها - تعالى اللَّه عن ذلك علوا كبيرا - فكأنّ المقسم إذا أقسم بهذه الحياة دخل ما يخصه منها في جملة قسمه ، وجرى ذلك مجرى قوله : لعمري ، فيصير مقسما بحياته التي أحياه اللَّه بها . وقد أعجب الشريف الرضى برأي أستاذه ابن جنى في هذا التعبير ، فكتب بعد إيراده : ( وكنت أستحسن هذا القول منه جدا ، وله نظائر كنت أسمعها منه عند قراءتي عليه ، وكان عفا اللَّه عنه كثير الاستنباط للخبايا ، والاستطلاع للخفايا ) « 1 » فالتلميذ هنا لا يأخذ رأى أستاذه وحسب ، ولكنه يمضى في استحسانه . ويبالغ في صفة هذا الاستحسان بقوله : جدا . ثم يشير إلى نظائر لهذا كان يسمعها منه ، ثم يزيد بأن شيخه كان كثير الاستنباط والاستطلاع للخفايا . ولو أراد طالب علم أن يكون لسان صدق لأستاذه وداعية لشيخه ما بلغ ما بلغه الشريف الرضى في حق شيخه ابن جنى مع بلاغة الإيجاز . وقد عرفنا شيوخ الشريف الرضى من إشارته إليهم في « تلخيص البيان « والمجازات النبوية » ، أو من إشارة المؤرخين إلى بعضهم بأنه قرأ عليهم أو أخذ عنهم ، كما فعل
( 1 ) تلخيص البيان . مجازات سورة النحل .
نام کتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 85