تلخيص البيان في مجازات القرآن - الشريف الرضي

نام کتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 237

بيان الاستعارة في قوله : ثاني عطفه

معنى عبادة الله على حرف ، وبيان المجاز فيها

ما معنى سجود الشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب

واهتزت بالنبات ناضرة ، ورطبت بعد الجفوف متزيلة « 1 » ذلك تقدير العزيز العليم .
< صفحة فارغة > [ سورة الحج ( 22 ) : آية 9 ] < / صفحة فارغة > ثانِيَ عِطْفِه لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّه لَه فِي الدُّنْيا خِزْيٌ ونُذِيقُه يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ ( 9 ) وقوله سبحانه : * ( ثانِيَ عِطْفِه لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّه ) * [ 9 ] وهذه استعارة .
والمراد بها - واللَّه أعلم - الصفة بالإعراض عن سماع الرشد ، ولىّ العنق عن اتباع الحق . لأن المستقبل لسماع الشيء الذي لا يلائمه في الأكثر يصرف دونه بصره ، ويثنى عنه عنقه .
والعطف : جانب القميص ، وبه سمى شق الإنسان عطفا ، لأن منه يكون ابتداء انعطافه ، وأول انحرافه . ومثل ذلك قوله سبحانه : * ( وإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الإِنْسانِ أَعْرَضَ ونَأى بِجانِبِه ) * « 2 » .
< صفحة فارغة > [ سورة الحج ( 22 ) : آية 11 ] < / صفحة فارغة > ومِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّه عَلى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَه خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِه وإِنْ أَصابَتْه فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِه خَسِرَ الدُّنْيا والآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ ( 11 ) وقوله سبحانه : * ( ومِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّه عَلى حَرْفٍ ، فَإِنْ أَصابَه خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِه ، وإِنْ أَصابَتْه فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِه ) * [ 11 ] وهذه استعارة . والمراد بها - واللَّه أعلم - صفة الإنسان المضطرب الدين ، الضعيف اليقين ، الذي لم تثبت « 3 » في الحق قدمه ، ولا استمرت عليه مريرته ، فأوهى شبهة تعرض له ينقاد معها ، ويفارق دينه لها ، تشبيها بالقائم على حرف مهواة . فأدنى عارض يزلقه ، وأضعف دافع يطرحه .
< صفحة فارغة > [ سورة الحج ( 22 ) : الآيات 18 إلى 19 ] < / صفحة فارغة > أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّه يَسْجُدُ لَه مَنْ فِي السَّماواتِ ومَنْ فِي الأَرْضِ والشَّمْسُ والْقَمَرُ والنُّجُومُ والْجِبالُ والشَّجَرُ والدَّوَابُّ وكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْه الْعَذابُ ومَنْ يُهِنِ اللَّه فَما لَه مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّه يَفْعَلُ ما يَشاءُ ( 18 ) هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ ( 19 ) وقوله تعالى : * ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّه يَسْجُدُ لَه مَنْ فِي السَّماواتِ ، ومَنْ فِي الأَرْضِ ، والشَّمْسُ والْقَمَرُ والنُّجُومُ والْجِبالُ والشَّجَرُ والدَّوَابُّ ) * [ 18 ] الآية .
وهذه استعارة .
والمراد - واللَّه أعلم - بسجود الشمس والقمر والنجوم والشجر وما ليس بحيوان مميز ما يظهر فيه من آثار الخضوع للَّه سبحانه ، وعلامات التدبير ، ودلائل التصريف

( 1 ) هكذا بالأصل . ولم أدر وجه الصواب فيه . ( 2 ) سورة الإسراء . الآية رقم 83 وسورة فصلت . الآية رقم 51 . ( 3 ) في الأصل : ( لم يثبت ) وهو تحريف من الناسخ . فالقدم مؤنثة .

نام کتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 237

فرمت PDF

شناسنامه

فهرست