responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 228


الاستعارة في قذف الحق على الباطل

الاستعارة في فتق السماوات والأرض بعد أن كانت رتقا

وقيل معنى : * ( حَتَّى ) * « 1 » * ( جَعَلْناهُمْ حَصِيداً ) * أي سلطنا عليهم السيف يختليهم كما تختلي الزروع بالمنجل . وقد جاء في الكلام : جعله اللَّه حصيد سيفك ، وأسير خوفك .
< صفحة فارغة > [ سورة الأنبياء ( 21 ) : آية 18 ] < / صفحة فارغة > بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُه فَإِذا هُوَ زاهِقٌ ولَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ( 18 ) وقوله سبحانه : * ( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُه ، فَإِذا هُوَ زاهِقٌ ، ولَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ) * [ 18 ] . وهذه استعارة . لأن حقيقة القذف من صفات الأشياء الثقيلة ، التي يرجم بها ، كالحجارة وغيرها . فجعل - سبحانه - إيراد الحق على الباطل بمنزلة الحجر الثقيل ، الذي يرضّ ما صكّه ، ويدمغ ما مسّه . ولما بدأ تعالى بذكر قذف الحق على الباطل وفىّ الاستعارة حقها ، وأعطاها واجبها ، فقال سبحانه :
* ( فَيَدْمَغُه ) * ولم يقل فيذهبه ويبطله . لأن الدمغ إنما يكون عن وقوع الأشياء الثقال ، وعلى طريق الغلبة والاستعلاء . فكأن الحق أصاب دماغ الباطل فأهلكه . والدماغ مقتل . ولذلك قال سبحانه من بعد : * ( فَإِذا هُوَ زاهِقٌ ) * والزاهق : الهالك .
< صفحة فارغة > [ سورة الأنبياء ( 21 ) : آية 30 ] < / صفحة فارغة > أَولَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ والأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ ( 30 ) وقوله سبحانه : * ( أَولَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ والأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما ) * [ 30 ] . وهذه استعارة . لأن الرّتق هو سد خصاصة « 2 » الشيء ، ويقال :
رتق فلان الفتق . إذا سدّه . ومنه قيل للمرأة : رتقاء . إذا كان موضع مرّها من الذّكر ملتحما . وأصل ذلك مأخوذ من قولهم : رتق فتق الخباء والفسطاط وما يجرى مجراهما . إذا خاطه . فكأن السماوات والأرض كانتا كالشئ المخيط الملتصق بعضه ببعض ، ففتقهما سبحانه ، بأن صدع ما بينهما بالهواء الرقيق ، والجو الفسيح .


( 1 ) في الأصل : ( فجعلناهم ) وهو تحريف من الناسخ . لأن الآية التي يبين المؤلف المجاز فيها هي قوله تعالى : « فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ » . ( 2 ) في الأصل « حصاصه » بدون نقط .

نام کتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 228
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست