responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 226


تشبيه الأرض بالمهاد

الاستعارة في قوله : وعنت الوجوه للحي القيوم

كلّ « 1 » ما تزاح به عللهم ، ويتكامل معه خلقهم ، من سلامة الأعضاء ، واعتدال الأجزاء ، وترتيب المشاعر والحواس ، ومواقع الأسماع والأبصار ، ثم هداهم من بعد لمصالحهم ، ودلهم على مناكحهم ، وأجراهم في مضمار التكليف إلى غاياتهم .
< صفحة فارغة > [ سورة طه ( 20 ) : آية 53 ] < / صفحة فارغة > الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ مَهْداً وسَلَكَ لَكُمْ فِيها سُبُلاً وأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِه أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى ( 53 ) وقوله سبحانه : الَّذي جعل لكم الأرض مهادا « 2 » [ 53 ] وقد قرئ مهدا . وهذه استعارة . والمراد بها تشبيه الأرض بالمهاد المفترش ، ليمكن الاستقرار عليها ، والتقلب فيها . وقد مضى نظير هذه الاستعارة فيما تقدم . ومعنى المهاد والمهد واحد . وهو مثل الفرش والفراش . إلا أن المهد ربما استعمل في رسم الآلة التي يجعل فيها الصبي الصغير ليحفظه ، وهو يؤول إلى معنى الفراش . والمهد أيضا : مصدر مهد ، يمهد ، مهدا . إذا مكّن موضعا لقدمه ، ومضجعا لجنبه .
< صفحة فارغة > [ سورة طه ( 20 ) : آية 111 ] < / صفحة فارغة > وعَنَتِ الْوُجُوه لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وقَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً ( 111 ) وقوله سبحانه : * ( وعَنَتِ الْوُجُوه لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ، وقَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً ) * [ 111 ] وهذه استعارة . والمراد بها ما يظهر في الوجوه يوم القيامة من آثار الضرع ، وأعلام الجزع . وذلك مأخوذ من تسميتهم الأسير « العاني » . ومنه ما جاء في بعض الكلام : النساء عوان عند أزواجهن . أي أسراء في أيدي الأزواج . وعلى ذلك قول القائل : هذه المرأة في حبال فلان . لأنه بما عقده من نكاحها كالآسر « 3 » لها ، والمالك « 4 » لرقها . فكأن الوجوه خضعت من خشية اللَّه تعالى خضوع الأسير الذليل ، في يد الآسر العزيز .


( 1 ) كتبها الناسخ « كلما » موصولة ، ولا محل للوصول هنا . فإن كل مضافة إلى ما التي بمعنى الذي . ( 2 ) قرأ الكوفيون هنا وفى سورة الزخرف : مهدا ، أي كالمهد . وقرأ الباقون : مهادا وهو اسم ما يمهد كالفراش أو جمع مهد . انظر « أنوار التنزيل وأسرار التأويل » للبيضاوي ج 4 ص 24 . ( 3 ) في الأصل : ( كالأسر ) وهو تحريف من الناسخ . ( 4 ) في الأصل : ( والملك ) وهو تحريف أيضا .

نام کتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 226
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست