responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 224


تفسير قوله تعالى : واحلل عقدة من لساني . وبيان أن المقصود بذلك إزالة لفف في لسانه يعطه عن الكلام

تفسير قوله تعالى : وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني

< صفحة فارغة > [ سورة طه ( 20 ) : الآيات 27 إلى 28 ] < / صفحة فارغة > واحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي ( 27 ) يَفْقَهُوا قَوْلِي ( 28 ) وقوله سبحانه : * ( واحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي ، يَفْقَهُوا قَوْلِي ) * [ 27 ] ، [ 28 ] وهذه استعارة . والمراد بها إزالة لفف « 1 » كان في لسانه ، فعبر عنه بالعقدة . وعبر عن مسألة إزالته بحل العقدة ، ملاءمة بين النظام ، ومناسبة بين الكلام .
وقد يجوز أيضا أن يكون المراد بذلك إزالة التقية عن لسانه وكفايته سطوة فرعون وغواته ، حتى يؤدى عن اللَّه سبحانه آمنا ، ويقول متمكنا ، فلا يكون معقود اللسان بالتقية ، ومعكوم الفم بالخوف والمراقبة . وذلك كقول القائل : لسان فلان معقود : إذا كان خائفا من الكلام . ولسان فلان منطلق : إذا كان مقداما على المقال .
< صفحة فارغة > [ سورة طه ( 20 ) : آية 39 ] < / صفحة فارغة > أَنِ اقْذِفِيه فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيه فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِه الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْه عَدُوٌّ لِي وعَدُوٌّ لَه وأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي ولِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي ( 39 ) وقوله سبحانه : * ( وأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي ولِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي ) * [ 39 ] . وفى هذه الآية استعارتان . إحداهما قوله سبحانه : * ( وأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي ) * وليس المراد أن هناك شيئا يلقى عليه في الحقيقة ، ولكن المعنى أنني جعلتك بحيث لا يراك أحد إلا أحبك ، ومال قلبه نحوك ، حتى أحبك فرعون وامرأته ، فتبنّياك وربّياك ، واسترضعا لك ، وكفلاك . وهذا كقول القائل : على وجه فلان قبول . وليس هناك على الحقيقة شئ يوما إليه . إلا أن كل ناظر ينظر إليه يقبله ، قلبه وتسر به نفسه .
والاستعارة الأخرى قوله سبحانه : * ( ولِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي ) * والمراد بذلك - واللَّه أعلم - أن تتربى بحيث أرعاك وأراك . وليس أن هاهنا شيئا يغيب عن رؤية اللَّه سبحانه ، ولكن هذا الكلام يفيد الاختصاص بشدة الرعاية ، وفرط الحفظ والكلاءة « 2 » . ولما كان الحافظ للشئ في الأغلب يديم مراعاته بعينه ، جاء تعالى باسم العين بدلا من ذكر الحفظ والحراسة ، على طريق المجاز والاستعارة .


( 1 ) اللفف : التواء عصب في اللسان يعطله عن الكلام . ( 2 ) في الأصل « والكلاية » والصواب همزها .

نام کتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 224
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست