نام کتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 214
الاستعارة في قوله تعالى : وساءت مرتفقا
الاستعارة في قوله تعالى : ولم تظلم منه شيئا
تشبيها بتمديد الأخبية والسرادقات بالأطناب ، وإقامتها على الأعماد . والاستعارة الأخرى قوله تعالى : * ( وساءَتْ مُرْتَفَقاً ) * والمرتفق : المتكأ ، وهو ما يعتمد عليه بالمرفق ، ومنه المرفقة وهى المخدّة . وذلك نظير قوله سبحانه : * ( ومَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وبِئْسَ الْمِهادُ ) * « 1 » فلما جاء سبحانه بذكر السرادق جاء بذكر المرافق ، ليتشابه الكلام . < صفحة فارغة > [ سورة الكهف ( 18 ) : آية 31 ] < / صفحة فارغة > أُولئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ ويَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الأَرائِكِ نِعْمَ الثَّوابُ وحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً ( 31 ) وروى عن بعضهم أنه قال : معنى مرتفقا . أي مجتمعا ، كأنه ذهب إلى معنى : وساءت مرافقه . والمرافقة لا تكون إلا بالاجتماع جماعة . وهذا القول يخرج الكلام عن حدّ الاستعارة فيدخله في باب الحقيقة . والوجه الأول أقوى . ويشهد له قوله سبحانه : * ( مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الأَرائِكِ ، نِعْمَ الثَّوابُ وحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً ) * [ 31 ] فجاء بذكر الارتفاق لما قدّم ذكر الاتكاء . وهذا أوضح « 2 » مشاهد . < صفحة فارغة > [ سورة الكهف ( 18 ) : آية 33 ] < / صفحة فارغة > كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها ولَمْ تَظْلِمْ مِنْه شَيْئاً وفَجَّرْنا خِلالَهُما نَهَراً ( 33 ) وقوله سبحانه : * ( كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها ولَمْ تَظْلِمْ مِنْه شَيْئاً ) * [ 33 ] . وهذه استعارة . لأن الظلم هاهنا ليس على أصله في اللغة ، ولا على عرفه في الشريعة . لأنه في اللغة اسم لوضع الشيء في غير موضعه . وفى الشريعة اسم للضرر المفعول ، لا على وجه الاستحقاق ، ولا فيه استجلاب نفع ، ولا دفع ضرر . والمراد بقوله تعالى هاهنا : * ( ولَمْ تَظْلِمْ مِنْه شَيْئاً ) * أي لم تمنع منه شيئا . وإنما حسن أن يعبر عن هذا المعنى باسم الظلم من حيث كان ثمر تلك الجنة التي هي البستان كالمستحق لمالكها . فإذا أخذ حقه على كماله وتمامه حسن أن يقال : إنها لم تظلم منه شيئا . أي لم
( 1 ) سورة الرعد . الآية رقم 20 وفى سورة آل عمران . آية رقم 197 قوله تعالى « ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد » فالآيتان متشابهتان إلا في « ثم » بدلا من الواو . ( 2 ) هكذا بالأصل . ولعلها : واضح .
نام کتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 214