responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 210


الاستعارة في قوله : وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال

معنى قوله تعالى : وكذلك أعثرنا عليهم

معنى الرجم بالغيب

والاستعارة الأخرى قوله تعالى : * ( وإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذاتَ الشِّمالِ ) * . وفى ذلك قولان : أحدهما أن يكون المراد أنها تقرضهم في ذات الشمال ، أي أنها تجوزهم عادلة بمطرح شعاعها عنهم . من قولهم : قرضت الشيء بالمقراض . إذا قطعته به . والمقراض متجاوز لأجزائه أولا حتى ينتهى إلى آخره . والقول الثاني : أن يكون المراد أنها تعطيهم القليل من شعاعها عند مرها بهم ، ثم تسترجعه عند انصرافها عنهم . تشبيها بقرض المال الذي يعطيه المعطى ليستردّه ، ويقدمه ليرتجعه . ومعنى قرض المال أيضا مأخوذ من القطع ، لأن المقرض يعطى للمقترض شقة من ماله ، وقطعة من حاله .
< صفحة فارغة > [ سورة الكهف ( 18 ) : الآيات 21 إلى 22 ] < / صفحة فارغة > وكَذلِكَ أَعْثَرْنا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّه حَقٌّ وأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيها إِذْ يَتَنازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْياناً رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً ( 21 ) سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ ويَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ ويَقُولُونَ سَبْعَةٌ وثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ ما يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلا تُمارِ فِيهِمْ إِلَّا مِراءً ظاهِراً ولا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً ( 22 ) وقوله سبحانه : * ( وكَذلِكَ أَعْثَرْنا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّه حَقٌّ ) * [ 21 ] .
وهذه استعارة . والمراد - واللَّه أعلم - وكذلك أطلعنا عليهم . إلا أن في لفظ الإعثار فائدة ، وهى مصادفة الشيء عن غير طلب له ولا إحساس به ، وهو « أفعلنا » من الإعثار .
وأصله أن الساعي في طريقه إذا صدّ قدمه ، أو نكب أصبعه شئ ، ففي الأغلب أنه يقف عليه متأملا له ، وناظرا إليه . فكأنه استفاد علم ذلك من غير أن تتقدم معرفته به . ومن ذلك قول القائل لغيره : لأعثرنّ عليك بخطيئة فأعاقبك . أي لأقفن على ذلك منك .
وعلى هذا قوله سبحانه : * ( فَإِنْ عُثِرَ عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً ) * « 1 » . أي اطَّلع على ذلك منهما ، واستفيد العلم به من باطن أمرهما .
وقوله سبحانه : * ( ويَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ ) * [ 22 ] .
وهذه استعارة لأن الرجم هاهنا هو القذف بالظن ، والقول بغير علم . ومن عادة


( 1 ) سورة المائدة . الآية رقم 107 .

نام کتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن نویسنده : الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست