نام کتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 279
< صفحة فارغة > [ سورة ص ( 38 ) : آية 23 ] < / صفحة فارغة > إِنَّ هذا أَخِي لَه تِسْعٌ وتِسْعُونَ نَعْجَةً ولِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ فَقالَ أَكْفِلْنِيها وعَزَّنِي فِي الْخِطابِ ( 23 ) وقوله سبحانه : * ( إِنَّ هذا أَخِي لَه تِسْعٌ وتِسْعُونَ نَعْجَةً ولِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ ، فَقالَ أَكْفِلْنِيها وعَزَّنِي فِي الْخِطابِ ) * [ 23 ] . وهذا الكلام داخل في حيّز الاستعارة . لأن النعاج هاهنا كناية عن النساء . وقد جاءت في أشعارهم الكناية عن المرأة بالشاة ، وعلى ذلك قول الأعشى . فرميت غفلة عينه عن شاته * فأصبت حبة قلبها وطحالها « 1 » أي : عن امرأته . وقال عنترة : يا شاة ما قنص لمن حلَّت له * حرمت علىّ وليتها لم تحرم « 2 » وربما سمّوا الظَّبية نعجة ، والظَّبية شبيهة بالمرأة ، فتكون اللفظة مستعارة على هذا التركيب . وإنما شبّهت النساء بالنعاج لأن النعاج يرتبطن للاحتلاب والاستنتاج ، والنساء يصطفين للاستمتاع والاستيلاد . وقوله تعالى في ذكر الخيل حاكيا عن سليمان عليه السلام لما عرضت عليه ، فكاد أن يفوته للشّغل بها وقت صلاة كان يصلَّيها ، فضرب رؤسها وعراقيبها بالسيف ، على ما وردت به الأخبار : < صفحة فارغة > [ سورة ص ( 38 ) : آية 33 ] < / صفحة فارغة > رُدُّوها عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ والأَعْناقِ ( 33 ) * ( رُدُّوها عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ والأَعْناقِ ) * [ 33 ] وهذه استعارة . لأن المسح هاهنا - في أكثر أقوال أهل التأويل -
( 1 ) هذا البيت من قصيدة للأعشى يمدح بها قيس بن معديكرب . ومطلعها : رحلت سمية غدوة أجمالها غضبى عليك ، فما تقول بدالها وتبلغ أبياتها 54 بيتا ، كما في ديوانه الكبير الذي نشرته مكتبة الآداب بتحقيق الدكتور م . محمد حسين - ص 27 . والعرب تكنى بالشاة عن المرأة والزوجة . والأعشى من شعراء العصر الجاهلي الذين اشتهروا بشعر الخمر ووصف مجالسها وآلاتها مما كان له أثر في الشعراء بعده كالأخطل وأبى نواس . ( 2 ) قال ابن مطرف الكناني في شرح هذا البيت : ( يعرض بجارية يقول : أي صيد أنت لمن حل له أن يصيدك ، فأما أنا فإن حرمة الجوار قد حرمتك على ) ، وتجد شرحه في « شرح القصائد العشر » للإمام التبريزي ص 200 . وقال بعض النحاة : إن « ما » زائدة والأصل يا شاة قنص .
نام کتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن نویسنده : الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 279