الناس لا يعرفونها ، وفي ذلك يقول ( قدس سرّه ) : وهذا رمز بين اللَّه ورسوله والراسخين في العلم « 1 » .
وعلى الرغم من ذلك فإنّه لم يقف عند هذا السرّ العظيم بين اللَّه سبحانه ورسوله صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ، بل حاول أن يظهر في كلّ مورد من موارده بعض غموضه ، أو يسلَّط الضوء على بعض لغزه ، فمثلا في سورة يونس : فسّر حروفها المقطَّعة بالتحدّي والإعجاز لكون « المر » التي تفتح بها السورة تركّب منها القرآن المعجز ، فإنّه من جنس كلام البشر لكنه معجز لا يتمكّن أحد أن يأتي بمثله ، كما أنّ من جنس المعادن والنبات يتركّب الإنسان لكن لا أحد يقدر على أن يأتي بمثله ، وكذلك جميع صنع اللَّه سبحانه . . . على الاختلاف في أوائل السور « 2 » .
وفي سورة هود قال عنها أيضا : إنّها رموز بين اللَّه والخلق « 3 » .
وفي سورة يوسف فسّرها بالأخصّ من ذلك ، فقال عنها : رمز بين اللَّه والرسول صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم كالرموز بين رؤساء الحكومات وسفرائها « 4 » .
وفي سورة الرعد ذكر أنّ الأقوال في بيان معاني الحروف في فواتح السور تبلغ أربعة عشر قولا « 5 » ، لكنّه قال ( قدس سرّه ) : الظاهر أنّه يمكن الجمع بين كثير منها « 6 » ، ولعلّ جامعها هو الرمزيّة التي مال إليها بين اللَّه والرسول صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ، فإنّه المتيقّن من المعاني .
ب - امتاز تفسيره ( قدس سرّه ) بالترابط الموضوعي بين معاني الآيات ،