الدولة الإسلاميّة وسائر العلوم الإنسانيّة المستحدثة من جهة أخرى ، حتى عجزت أصابعه عن الإمساك بالقلم من كثرة ما كتب .
فكان أعلى اللَّه مقامه يستعين أحيانا بجهاز التسجيل ليحفظ ما يريد كتابته ، ثمّ بعد ذلك يكتب على الورق ، وكان ( طاب ثراه ) لا يضيّع لحظة واحدة من عمره الشريف دون الاستفادة منها ، ولا يبالغ من يقول : إنّه كان يعمل في اليوم أكثره ، ومن العمر كلَّه أو جلَّه إذ كان طاقة متفجّرة من النشاط والحيويّة والعمل ، ولا يعرف الكلل أو الملل ، ولا يعيقه عن ذلك مرض أو همّ أو ألم ، وأرقى ما في ذلك كلَّه أنّه كان مجاهدا مخلصا ، وأبيّا نزيها ، لا يطلب فيما يقدّم أو يعطي ويجود إلَّا رضا اللَّه سبحانه ورضا أوليائه الطاهرين عليهم السّلام .
وفي ذلك قال عنه أخوه المرجع الديني سماحة آية اللَّه العظمى السيّد صادق الحسيني الشيرازي ( دام ظله ) الذي رافقه في جلّ حياته ، وشاركه في همومه ومهامّه في كلمته التي ألقاها بعد رحيله : وكان رحمه اللَّه يمتاز بخصائص جمّة أهمّها خصلتان بارزتان كانتا في حياته ( رضوان اللَّه عليه ) ، وكنت ألمسهما بشكل دقيق :
الأولى : هي إخلاصه التامّ والمطلق لله تعالى ولأهل البيت عليهم السّلام ، وخير مثال للواقع العملي لذلك تأسيسه العشرات من المؤسّسات والمساجد والحسينيّات والمدارس والمكتبات ودور النشر وفي مختلف أنحاء العالم ، ولم يسمّ أيا من هذه باسمه ، وقد أصرّ الكثيرون من الذين تبرّعوا أن يذكروا اسمه ، فكان يرفض ذلك رفضا شديدا ويقول : أنا ذاهب واللَّه سبحانه وأهل البيت عليهم السّلام باقون ، فالأفضل أن تسمّى هذه المراكز جميعا باسمهم عليهم السّلام ولذلك فإنّه قد سمّى جميع هذه المراكز والمؤسّسات والحسينيّات ودور النشر وغيرها بأسماء اللَّه سبحانه وأسماء أهل البيت عليهم السّلام .
الثانية : نشاطه المتواصل وروحيّته العالية ، حيث إنّ المرحوم