والواجبات ، كما ظلَّل أهل العلم بأجنحة ملائكته ، وسخّرهم للاستغفار عنهم والدعاء لهم كما هو في متضافر الأخبار على تفصيل لا يسعنا المجال لبيانه .
هذا وقد كان مولانا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام الرجل الأوّل ، والمحرز لقصب السبق في مضمار تدوين القرآن وتفسيره وبيان علومه .
قال في الإتقان : أخرج ابن أبي داود من طريق ابن سيرين قال : قال عليّ عليه السّلام : « لما مات رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم آليت ألا آخذ عليّ ردائي إلَّا لصلاة جمعة حتّى أجمع القرآن » .
وكذلك ابن الضريس في فضائله ، وابن أشتة في المصاحف من وجه آخر ، وفيه أنّه كتب فيه الناسخ والمنسوخ « 1 » .
والجدير بالذكر أنّ جمع مولانا أمير المؤمنين القرآن لا يعني أنّه لم يكن مدوّنا ، بل كان مدوّنا في الرقاع والعسب ونحوها ، وقام أمير المؤمنين عليه السّلام بتدوينه مصحفا ، وذلك بترتيب ( الجذاذات ) المدوّن عليها وتوحيدها .
والمشهور أنّ الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام أمر أبا الأسود الدؤلي ( ت 69 ه ) بوضع بعض قواعد اللغة حفاظا على سلامتها ، فكان عليه السّلام أوّل من وضع الأساس لعلم إعراب القرآن .
وأمّا في مضمار التفسير فقد جاء : أمّا الخلفاء فأكثر من روي عنه منهم عليّ بن أبي طالب ، والرواية عن الثلاثة نزرة جدّا « 2 » .
و عن نصير بن سليمان الأحمسي عن أبيه عن علي بن أبي طالب أنّه قال : « واللَّه ما نزلت آية إلَّا وقد علمت فيما أنزلت وأين أنزلت ، إنّ ربّي