نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 98
بالصورة الانسانية ، وأصله أناس من الإنس ، ووزنه فعال ، فأسقطت الهمزة منها لكثرة الاستعمال إذا دخلها الألف واللام للتعريف ، ثم أدغمت لام التعريف في النون كما قيل لكنا ، والأصل لكن أنا . وقيل : الناس مأخوذة من النوس : وهو الحركة ، وتصغيره نويس ، ووزنه فعل . وقيل : أخذ من الظهور ، فسمي ناسا وإنسانا ، لظهوره ، وإدراك البصر إياه ، يقال : آنست ببصري شيئا . وقال الله سبحانه ( إني آنست نارا ) والإنسان واحد ، والناس جمعه . لا من لفظه . وقيل : أخذ من النسيان لقوله تعالى : ( فنسي ولم نجد له عزما ) . وأصل الانسان انسيان ، ولذلك قيل في تحقيره وتصغيره انيسيان ، فرد إلى الأصل . و ( اليوم الآخر ) : يوم القيامة ، وإنما سمي آخرا ، لأنه يوم لا يوم بعده سواه ، إذ ليس بعده ليلة . وقيل : لأنه متأخر عن أيام الدنيا ، وإنما فتح نون من عند التقاء الساكنين استثقالا لتوالي الكسرتين ، لو قلت من الناس ، فأما عن الناس فلا يجوز فيه إلا الكسر ، لأن أول عن مفتوح ومن يقول النون تدغم في الياء ، فمنهم من يدغم بغنة ، ومنهم من يدغم بغير غنة . الاعراب : ( من يقول ) : موصول وصلة ، وهو مرفوع بالابتداء ، أو بالظرف على ما تقدم بيانه . وقوله : ( آمنا بالله وباليوم الآخر ) حديث يتعلق بقوله ( يقول ) وما : حرف شبه بليس من حيث يدخل على المبتدأ والخبر ، كما يدخل ليس عليهما . وفيه نفي الحال ، كما في ليس فأجري مجراه في العمل في قول أهل الحجاز على ما جاء به التنزيل . و ( هم ) مرفوع لأنه اسم ( ما ) والباء في قوله ( بمؤمنين ) : مزيدة ، دخلت توكيدا للنفي ، وهو حرف جار . ومؤمنين : مجرور به . و ( بمؤمنين ) : في موضع نصب بكونه خبر ( ما ) ولفظة ( من ) تقع على الواحد والاثنين والجمع ، والمذكر والمؤنث ، ولذلك عاد الذكر إليه مجموعا على المعنى ، ومنه قول الفرزدق : تعال فإن عاهدتني لا تخونني * نكن مثل من يا ذئب يصطحبان فثني الضمير العائد إلى من على المعنى . النزول : نزلت في المنافقين ، وهم عبد الله بن أبي بن سلول ، وجد بن قيس ، ومعتب بن قشير وأصحابهم ، وأكثرهم من اليهود . المعنى : بين الله تعالى حالهم فأخبر سبحانه أنهم يقولون صدقنا بالله ،
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 98