نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 82
الكتاب كان حاضرا ، وأنشد لخفاف بن ندبة : أقول له ، والرمح يأطر متنه : * تأمل خفافا إنني أنا ذلكا أي : إنا هذا وهذا البيت يمكن اجراؤه على ظاهره أي : إنني أنا ذلك الرجل الذي سمعت شجاعته . وإذا جرى للشئ ذكر يجوز أن يقول السامع : هذا كما قلت ، وذلك كما قلت . وتقول : أنفقت ثلاثة وثلاثة ، فهذا ستة ، أو فذلك ستة . وإنما تقول هذا لقربه بالاخبار عنه ، وتقول ذلك لكونه ماضيا . وقيل : إن الله وعد نبيه أن ينزل عليه كتابا لا يمحوه الماء ، ولا يخلق على كثرة الرد ، فلما أنزل القرآن قال : هذا القرآن ذلك الكتاب الذي وعدتك ، عن الفراء ، وأبي علي الجبائي . وقيل معناه : هذا القرآن ذلك الكتاب الذي وعدتك به في الكتب السالفة ، عن المبرد . ومن قال : إن المراد بالكتاب التوراة والإنجيل ، فقوله فاسد ، لأنه وصف الكتاب بأنه لا ريب فيه ، وأنه هدى ، ووصف ما في أيدي اليهود والنصارى بأنه محرف بقوله ( يحرفون الكلم عن مواضعه ) . ومعنى قوله ( لا ريب فيه ) أي : إنه بيان وهدى وحق ومعجز ، فمن ههنا استحق الوصف بأنه لا شك فيه لا [1] على جهة الاخبار بنفي شك الشاكين . وقيل : إنه على الحذف ، كأنه قال لا سبب شك فيه ، لأن الأسباب التي توجب الشك في الكلام هي التلبيس والتعقيد والتناقض ، والدعاوي العارية من البرهان ، وهذه كلها منفية عن كتاب الله تعالى . وقيل : إن معناه النهي ، وإن كان لفظه الخبر أي : لا ترتابوا أو لا تشكوا فيه ، كقوله تعالى ( لا رفث ولا فسوق ) . وأما تخصيص المتقين بأن القرآن هدى لهم ، وإن كان هدى لجميع الناس ، فلأنهم هم الذين انتفعوا به ، واهتدوا بهداه ، كما قال ( إنما أنت منذر من يخشاها ) وإن كان صلى الله عليه وآله وسلم منذرا لكل مكلف ، لأنه إنما انتفع بانذاره من يخشى نار جهنم . على أنه ليس في الإخبار بأنه هدى للمتقين ، ما يدل على أنه ليس بهدى لغيرهم ، وبين في آية أخرى أنه هدى للناس . [ فصل في التقوى والمتقي ] روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : جماع التقوى في قوله تعالى : ( إن الله يأمر
[1] ولا جهة للاخبار ، كذا في بعض النسخ ولعله أنسب .
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 82