responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 71


لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير ) وهؤلاء هم اليهود بدلالة قوله تعالى : ( ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين ) .
وأراد ب‌ ( الضالين ) : النصارى بدلالة قوله تعالى : ( ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل ) . وقال الحسن البصري : إن الله تعالى لم يبرئ اليهود من الضلالة بإضافة الغضب إلى اليهود ، بل كل واحدة من الطائفتين مغضوب عليهم ، وهم ضالون ، إلا أن الله تعالى يخص كل فريق بسمة يعرف بها ، ويميز بينه وبين غيره بها ، وإن كانوا مشتركين في صفات كثيرة . وقيل : المراد ب‌ ( المغضوب عليهم ) ، و ( الضالين ) جميع الكفار ، وإنما ذكروا بالصفتين لاختلاف [1] الفائدتين . واختار الإمام عبد القاهر الجرجاني قولا آخر قال : إن حق اللفظ فيه أن يكون خرج مخرج الجنس ، كما تقول : نعوذ بالله أن يكون حالنا حال المغضوب عليهم ، فإنك لا تقصد به قوما بأعيانهم ، ولكنك تريد ما تريده بقولك إذا قلت : اللهم اجعلني ممن أنعمت عليهم ، ولا تجعلني ممن غضبت عليهم ، فلا تريد أن ههنا قوما بأعيانهم قد اختصوا بهذه الصفة التي هي كونهم منعما عليهم ، وليس يخفى على من عرف الكلام أن العقلاء يقولون : اجعلني ممن تديم له النعمة ، وهم يريدون أن يقولوا أدم علي النعمة . ولا يشك عاقل إذا نظر لقول عنترة :
ولقد نزلت ، فلا تظني غيره * مني بمنزلة المحب المكرم إنه لم يرد أن يشبهها بإنسان هو محب مكرم عنده ، أو عند غيره ، ولكنه أراد أن يقول إنك محبة مكرمة عندي . وأما الغضب من الله تعالى : فهو إرادته إنزال العقاب المستحق بهم ، ولعنهم ، وبراءته منهم . وأصل الغضب : الشدة ، ومنه الغضبة :
وهي الصخرة الصلبة الشديدة ، المركبة في الجبل . والغضوب : الحية الخبيثة ، والناقة العبوس . وأصل الضلال : الهلاك ، ومنه قوله : ( أإذا ضللنا في الأرض ) أي : هلكنا ، ومنه قوله : ( وأضل أعمالهم ) أي : أهلكها . والضلال في الدين :
الذهاب عن الحق ، وإنما لم يقل الذين أنعمت عليهم غير الذين غضبت عليهم ، مراعاة للأدب في الخطاب ، واختيارا لحسن اللفظ المستطاب . وفي تفسير العياشي ، رحمه الله ، روى محمد بن مسلم ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : سألته عن قوله تعالى : ( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ) قال : فاتحة الكتاب



[1] [ المخالفة له ] .

نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست