responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 63


يعرب منه ما شابه الأسماء ، وهو ما لحقت أوله زيادة من هذه الزيادات الأربع التي هي : الهمزة ، والنون ، والتاء ، والياء .
المعنى : قوله تعالى ( إياك نعبد وإياك نستعين ) : أدل على الاختصاص من أن نقول نعبدك ونستعينك ، لأن معناه نعبدك ، ولا نعبد سواك ، ونستعينك ، ولا نستعين غيرك ، كما إذا قال الرجل : إياك أعني ، فمعناه : لا أعني غيرك . ويكون أبلغ من أن يقول أعنيك . والعبادة ضرب من الشكر وغاية فيه ، لأنها الخضوع بأعلى مراتب الخضوع مع التعظيم بأعلى مراتب التعظيم ، ولا يستحق إلا بأصول النعم التي هي خلق الحياة والقدرة والشهوة ، ولا يقدر عليه غير الله تعالى ، فلذلك اختص سبحانه بأن يعبد . ولا يستحق بعضنا على بعض العبادة كما يستحق بعضنا على بعض الشكر ، وتحسن الطاعة لغير الله تعالى ، ولا تحسن العبادة لغيره . وقول من قال : إن العبادة هي الطاعة للمعبود ، يفسد بأن الطاعة موافقة الأمر ، وقد يكون موافقا لأمره ، ولا يكون عابدا له . ألا ترى أن الابن يوافق أمر الأب ، ولا يكون عابدا له ، وكذلك العبد يطيع مولاه ، ولا يكون عابدا له بطاعته إياه ، والكفار يعبدون الأصنام ، ولا يكونون مطيعين لهم ، إذ لا يتصور من جهتهم الأمر . ومعنى قوله ( إياك نستعين ) : إياك نستوفق ونطلب المعونة على عبادتك ، وعلى أمورنا كلها .
والتوفيق : هو أن يجمع بين جميع الأسباب التي يحتاج إليها في حصول الفعل ، ولهذا لا يقال فيمن أعان غيره : وفقه ، لأنه لا يقدر أن يجمع بين جميع الأسباب التي يحتاج إليها في حصول الفعل . وأما تكرار قوله ( إياك ) فلأنه لو اقتصر على واحد ، ربما توهم متوهم أنه لا يتقرب إلى الله تعالى إلا بالجمع بينهما ، ولا يمكنه أن يفصل بينهما ، وهو إذا تفكر في عظمة الله تعالى كان عبادة ، وإن لم يستعن به . وقيل : انه جمع بينهما للتأكيد ، كما يقال الدار بين زيد وبين عمرو ، ولو اقتصر على واحد فقيل : بين زيد وعمرو ، كان جائزا . قال عدي بن زيد :
وجاعل الشمس مصرا لا خفاء به * بين النهار ، وبين الليل ، قد فصلا وقال أعشى همدان :
بين الأشج ، وبين قيس باذخ * بخ بخ لوالده ، وللمولود

نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست