responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 6


للعادة ، وتكون من قدرة الله تبارك وتعالى فقط .
وأما عصر النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم فكان العرب في شبه الجزيرة العربية لا يعرفون شيئا من العلوم ، وكانت معارفهم منحصرة في الأدب العربي والشعر الجاهلي ، والبلاغة في الكلام . وقد تقدموا في هذا المجال تقدما باهرا ، لذا اقتضت الحكمة الإلهية أن يكون القران الكريم هو المعجز الأساس لرسالة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم . مع العلم أن الرسول كان أميا ، لا يعرف القراءة والكتابة - حسب الظاهر - وما تعلمها عند أحد . ومع ذلك كله قد جاء بهذا الكتاب المقدس الذي تفوق على كل كتاب وتحدى كل البشر بأن يأتوا بآية مثله مهما كانت قدرتهم في الفصاحة والبلاغة : ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القران لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ) [1] .
فالقرآن الكريم بحد ذاته معجزة من حيث انعدام قدرة البشر على الإتيان بمثله ، ومعجزة بجمعه هكذا ، وترتيبه من قبل بعض الصحابة ، وعدم تحريفه وزيادته ونقصانه . قال الله تبارك وتعالى : ( إن علينا جمعه وقرآنه ) ، وبقاءه بصورته كما كان ويكون ، إلى يوم القيامة ، وحفظه أيضا ، فلم يتفق لأمر تاريخي أو كتاب سماوي مثل ما اتفق للقرآن الكريم ، بالبقاء على صورته ، وبدون أي تغيير ، كما وعد الله تعالى في قوله في سورة الحجر : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) .
ونظرا لأهمية القرآن الكريم من جميع النواحي ، فقد أخذ علماء الاسلام بالاهتمام به ، وحفظه وتفسيره ، بدءا بحبر الأمة عبد الله بن عباس ، وإلى يومنا هذا ، فقد ألف في تفسير القرآن وعلومه مئات التفاسير من قبل جميع العلماء والمذاهب الإسلامية ، فبعض اهتم بتفسير القرآن من الوجهة الفلسفية ، وبعض من الوجهة الأدبية ، وقسم من الوجهة العلمية ، وآخر فسر بعض آيات القرآن حسب الأحاديث الواردة فيه فقط .



[1] سورة الإسراء ، الآية : 90 .

نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 6
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست