نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 495
وفي هذه الآية دلالة على أن الوصي أو الوارث ، إذا فرط في الوصية أو غيرها ، لا يأثم الموصي بذلك ، ولم ينقص من أجره شئ ، فإنه لا يجازى أحد على عمل غيره . وفيها أيضا دلالة على بطلان قول من يقول : إن الوارث إذا لم يقض دين الميت ، فإنه يؤخذ به في قبره أو في الآخرة ، لما قلناه من أنه يدل على أن العبد لا يؤاخذ بجرم غيره ، إذ لا إثم عليه بتبديل غيره . وكذلك لو قضى عنه الوارث من غير أن يوصي به ، لم يزل ذلك عقابه إلا أن يتفضل الله بإسقاطه عنه . ( فمن خاف من موص جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم ( 182 ) ) . القراءة : قرأ أهل الكوفة غير حفص ويعقوب : ( موص ) بالتشديد . وقرأ الباقون : ( موص ) بالتخفيف . الحجة : ذكرناها عند قوله : ( ووصى بها إبراهيم ) . اللغة : الجنف : الجور ، وهو الميل عن الحق . وقال صاحب العين : هو الميل في الكلام ، وفي الأمور كلها . يقال : جنف علينا فلان ، وأجنف في حكمه ، وهو مثل الحيف إلا أن الحيف في الحكم خاصة ، والجنف عام . ورجل أجنف : في أحد شقيه ميل على الآخر . قال الشاعر في الجنف : إني امرء منعت أرومة عامر * ضيمي ، وقد جنفت علي خصوم ( 1 ) الاعراب : ( من ) في قوله ( من موص ) : يتعلق بمحذوف تقديره : فمن خاف جنفا كائنا من موص . فموضع الجار والمجرور مع المحذوف ، نصب على الحال . وذو الحال قوله ( جنفا ) . وبين : ظرف مكان لأصلح . والضمير في ( بينهم ) عائد إلى معلوم بالدلالة عليه عند ذكر الموصي والإصلاح ، لأنه يدل على الموصى لهم ، ومن ينازعهم . وأنشد الفراء في مثله : أعمى إذا ما جارتي خرجت * حتى يواري جارتي الخدر ويصم عما كان بينهما * سمعي ، وما بي غيره وقر أراد بينها وبين زوجها ، وإنما ذكرها وحدها .
( 1 ) الضيم : الظلم .
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 495