responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 418


وقوله : ( لتكونوا شهداء على الناس ) فيه ثلاثة أقوال أحدها : إن المعنى لتشهدوا على الناس بأعمالهم التي خالفوا فيها الحق في الدنيا وفي الآخرة ، كما قال : ( وجئ بالنبيين والشهداء ) ، وقال : ( ويوم يقوم الأشهاد ) . وقال ابن زيد :
الاشهاد أربعة : الملائكة والأنبياء وأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم والجوارح كما قال : ( يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم ) الآية والثاني : إن المعنى لتكونوا حجة على الناس ، فتبينوا لهم الحق والدين ، ويكون الرسول عليكم شهيدا ، مؤديا للدين إليكم ، وسمي الشاهد شاهدا لأنه يبين ولذلك يقال للشهادة بينة . والثالث : إنهم يشهدون للأنبياء على أممهم المكذبين لهم ، بأنهم قد بلغوا ، وجاز ذلك لإعلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياهم بذلك .
وقوله : ( ويكون الرسول عليكم شهيدا ) أي : شاهدا عليكم بما يكون من أعمالكم . وقيل : حجة عليكم . وقيل : شهيدا لكم بأنكم قد صدقتم يوم القيامة فيما تشهدون به ، وتكون على بمعنى اللام ، كقوله : ( وما ذبح على النصب ) أي :
للنصب . وقوله : ( وما جعلنا القبلة التي كنت عليها ) قيل : معنى ( كنت عليها ) :
صرت عليها ، وأنت عليها يعني الكعبة . كقوله ( كنتم خير أمة ) أي : أنتم خير أمة .
وقيل : هو الأصح يعني بيت المقدس الذي كانوا يصلون إليها [1] أي : ما صرفناك عن القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم ، أو ما جعلنا القبلة التي كنت عليها فصرفناك عنها ( إلا لنعلم ) وحذف لدلالة الكلام عليه .
وفي قوله ( إلا لنعلم ) أقوال أولها : إن معناه ليعلم حزبنا من النبي والمؤمنين ، كما يقول الملك : فتحنا بلد كذا ، أو فعلنا كذا أي : فتح أولياؤنا . والثاني : إن معناه ليحصل المعلوم موجودا ، وتقديره ليعلم أنه موجود ، فلا يصح وصفه بأنه عالم بوجود المعلوم قبل وجوده . والثالث : إن معناه لنعاملكم معاملة المختبر الممتحن الذي كأنه لا يعلم ، إذ العدل يوجب ذلك من حيث لو عاملهم بما يعلم أنه يكون منهم قبل وقوعه كان ظلما . والرابع : ما قاله علم الهدى المرتضى ، قدس الله روحه ، وهو : إن قوله ( لنعلم ) تقتضي حقيقة أن يعلم هو وغيره ، ولا يحصل علمه مع علم غيره ، إلا بعد حصول الاتباع . فأما قبل حصوله ، فيكون القديم سبحانه هو المنفرد بالعلم به ، فصح ظاهر الآية .



[1] والظاهر ( إليه ) بتذكير الضمير بدل ( إليها ) كما تقدم .

نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 418
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست