نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 397
إذ قال له ربه أسلم . . .
ووصى بها إبراهيم بنيه .
في ملة محمد ، فبين أن الذين يرغبون من الكفار عن ملة محمد ، التي هي ملة إبراهيم ، قد سفهوا أنفسهم . وهذا معنى قول قتادة والربيع ، ويدل عليه قوله : ( ملة أبيكم إبراهيم ) . ( إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين ( 131 ) ) . الاعراب : ( قال ) : فعل فارغ ، وله جار ومجرور . واللام تتعلق بقال . و ( قال له ربه ) : مجرور الموضع بإضافة إذ إليه . واللام في ( لرب العالمين ) : تتعلق ب ( أسلمت ) . المعنى : هذا متصل بقوله ( ولقد اصطفيناه ) وموضع إذ نصب باصطفيناه ، وتقديره ولقد اصطفيناه حين قال له ربه أسلم . واختلف في أنه متى قيل له ذلك ، فقال الحسن : كان هذا حين أفلت الشمس ، ورأى إبراهيم تلك الآيات والأدلة ، فاستدل بها على وحدانية الله سبحانه وقال : ( يا قوم إني برئ مما تشركون إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض ) الآية ، وأنه أسلم حينئذ . وهذا يدل على أنه كان ذلك قبل النبوة ، وأنه قال له ذلك إلهاما استدعاء منه إلى الاسلام ، فأسلم حينئذ لما وضح له طريق الاستدلال بما رأى من الآيات . ولا يصح أن يوحي الله إليه قبل إسلامه بأنه نبي الله ، لأن النبوة حال إجلال وإعظام ، ولا يكون ذلك قبل الاسلام . وقال ابن عباس : إنما قال ذلك إبراهيم عليه السلام حين خرج من السرب ( 1 ) . وقيل : إنما قال ذلك بعد النبوة ، ومعنى أسلم استقم على الاسلام ، وأثبت على التوحيد ، كقوله سبحانه ( فاعلم أنه لا إله إلا الله ) . وقيل : إن معنى أسلم أخلص دينك بالتوحيد . وقوله : ( أسلمت لرب العالمين ) أي : أخلصت الدين لله رب العالمين . ( ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ( 132 ) ) . القراءة : قرأ أهل المدينة ، والشام : ( وأوصى ) بهمزة بين واوين وتخفيف الصاد . وقرأ الباقون : ( ووصى ) مشددة الصاد .
( 1 ) السرب : الحفير تحت الأرض .
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 397