responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 382


إسماعيل ، فأذنت له أن لا يلبث عنها [1] ، وأن لا ينزل من حماره . فقيل له : كيف كان ذلك ؟ فقال : إن الأرض طويت له .
وروى عبد الله بن عمر ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة ، طمس الله نورهما ، ولولا أن نورهما طمس لأضاءا ما بين المشرق والمغرب . وقوله : ( مصلى ) فيه أقوال قيل : مدعى من صليت أي : دعوت ، عن مجاهد . وقيل : قبلة عن الحسن . وقيل : موضع صلاة ، فأمر أن يصلي عنده عن قتادة والسدي وهذا هو المروي عن أئمتنا عليهم السلام . واستدل أصحابنا به على أن صلاة الطواف فريضة مثل الطواف ، لأن الله تعالى أمر بذلك . وظاهر الأمر يقتضي الوجوب ، ولا صلاة واجبة عند مقام إبراهيم غير صلاة الطواف بلا خلاف . وقوله :
( وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل ) أي : أمرناهما وألزمناهما ( أن طهرا بيتي ) للطائفين أي : قلنا لهما أن طهرا بيتي ، لأن ( أن ) هذه هي المفسرة التي تكوت عبارة عن القول إذا صاحبت من الألفاظ ما يتضمن معنى القول ، كقوله سبحانه ( عهدنا ) هنا .
وذكر في التطهير هنا وجوه أحدها : إن المراد طهراه من الفرث والدم الذي كان يطرحه المشركون عند البيت ، قبل أن يصير في يد إبراهيم وإسماعيل ، عن الجبائي وثانيها :
إن المراد طهراه من الأصنام التي كانوا يعلقونها على باب البيت قبل إبراهيم عن مجاهد وقتادة . وثالثها : إن المراد طهراه بنيانا بكماله على الطهارة ، كما قال سبحانه : ( أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أمن أسس بنيانه على شفا جرف هار ) . وإنما أضاف البيت إلى نفسه تفضيلا له على سائر البقاع ، وتمييزا وتخصيصا .
وقوله : ( للطائفين والعاكفين ) أكثر المفسرين على أن الطائفين هم الدائرون حول البيت ، والعاكفين هم المجاورون للبيت . وقال سعيد بن جبير : إن الطائفين هم الطارئون على مكة من الآفاق ، والعاكفين هم المقيمون فيها . وقال ابن عباس :
العاكفون المصلون ، والأول أصح لأنه المفهوم من إطلاق اللفظ .
وقوله : ( والركع السجود ) قيل : هم المصلون عند البيت يركعون ويسجدون ، عن قتادة . وقيل : هم جميع المسلمين لأن من شأن المسلمين الركوع والسجود ، عن



[1] وفي بعض النسخ : " لا يبيت " بدل " لا يلبث " أي : لا يلبث ، أولا يبيت ، معرضا عنها .

نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 382
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست