نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 353
المعنى : ثم بين سبحانه ما بين أهل الكتاب من الاختلاف مع تلاوة الكتاب ، فقال ( وقالت اليهود ليست النصارى على شئ ) في تدينهم بالنصرانية ( وقالت النصارى ليست اليهود على شئ ) في تدينهم باليهودية ( وهم يتلون الكتاب ) أي : يقرأونه ، وذكر فيه وجهان أحدهما : إن فيه حل الشبهة بأنه ليس في تلاوة الكتاب معتبر في الانكار لما لم يؤت على إنكاره ببرهان ، فلا ينبغي أن يدخل الشبهة بإنكار أهل الكتاب لملة الاسلام ، إذ كل فريق من أهل الكتاب ، قد أنكر ما عليه الآخر . ثم بين أن سبيلهم كسبيل من لا يعلم الكتاب من مشركي العرب وغيرهم ممن لا كتاب لهم في الانكار لدين الاسلام . والوجه الآخر : الذم لمن أنكر ذلك من أهل الكتاب على جهة العناد ، إذ قد ساوى المعاند منهم للحي الجاهل به في الدفع له ، فلم ينفعه علمه . وقوله : ( كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم ) معناه : إن مشركي العرب الذين هم جهال ، وليس لهم كتاب ، هكذا قالوا لمحمد وأصحابه إنهم ليسوا على شئ من الدين ، مثل ما قالت اليهود والنصارى بعضهم لبعض ، عن السدي ، ومقاتل . وقيل : معناه إن مشركي العرب قالوا بأن جميع الأنبياء وأممهم لم يكونوا على شئ ، وكانوا على خطأ [1] ، فقد ساووكم يا معشر اليهود في الانكار ، وهم لا يعلمون . وقيل : إن هؤلاء الذين لا يعلمون أمم كانت قبل اليهود والنصارى ، وقبل التوراة والإنجيل ، كقوم نوح وعاد وثمود ، قالوا لأنبيائهم : لستم على شئ ، عن عطاء . وقيل : إن الأصح أن المراد بقوله ( كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم ) أسلاف اليهود ، والمراد بقوله : ( وقالت اليهود ليست النصارى على شئ ) هؤلاء الذين كانوا على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، لأنه حكي قول مبطل لمبطل ، فلا يجوز أن يعطف عليه قول مبطل لمحق . وقوله : ( فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ) فيه وجوه أحدها : إن حكمه بينهم أن يكذبهم جميعا ، ويدخلهم النار ، عن الحسن وثانيها : إن حكمه فيهم الانتصاف من الظالم المكذب بغير حجة ولا برهان للمظلوم المكذب ، عن أبي علي وثالثها : إن حكمه أن يريهم من يدخل الجنة عيانا ، ومن