نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 351
يريدون نفسه ، إلا أنهم ذكروه باللفظ الأشرف الأنبه ، ودلوا عليه به ، كما قال سبحانه : ( كل شئ هالك إلا وجهه ) أي : إلا هو ( ويبقى وجه ربك ) أي : ربك . وقال الأعشى : وأول الحكم على وجهه * ليس قضائي بالهوى الجائر أي : على ما هو به من الصواب . وقال ذو الرمة : فطاوعت همي ، وانجلى وجه نازل * من الامر لم يترك خلاجا نزولها يريد : وانجلى النازل من الأمر . الاعراب : ( بلى ) يدخل في جواب الاستفهام مثل قوله : ( ألست بربكم قالوا بلى ) . ويصلح أن يكون تقديره هنا أما يدخل الجنة أحد ، فقيل : بلى من أسلم وجهه لله ، لأن ما تقدم يقتضي هذا السؤال . ويصلح أن يكون جوابا للجحد على التكذيب ، كقولك : ما قام زيد ، فيقول : بلى قد قام . ويكون التقدير هنا ليس الأمر كما قال الزاعمون لن يدخل الجنة إلا من كان هودا ، أو نصارى ، ولكن من أسلم وجهه لله ، وهو محسن ، فهو يدخلها . و ( من أسلم ) : يجوز أن يكون ( من ) موصولا ، ويجوز أن يكون للشرط ، فيكون ( أسلم ) إما صلة له ، وإما مجزوم الموضع بكونه شرطا ، أو يكون ( من ) مبتدأ ، والفاء في قوله ( فله أجره ) للجزاء . واللام تتعلق بمحذوف في محل الرفع ، لأنه خبر لقوله ( أجره ) . والمبتدأ مع خبره في محل الرفع ، لوقوعه بعد الفاء . والفاء مع ما دخل فيه ، في محل الجزم . ومعنى حرف الشرط الذي تضمنه ( من ) مع الشرط والجزاء في محل الرفع بأنه خبر المبتدأ ، وإن كان ( من ) موصولا . فمن مع أسلم مبتدأ . والفاء مع الجملة بعده خبره . و ( عند ربه ) ظرف مكان في موضع النصب على الحال ، تقديره كائنا عند ربه . والعامل فيه المحذوف الذي تعلق به اللام . وذو الحال الضمير المستكن فيه . وقوله ( وهو محسن ) : في موضع نصب على الحال ، وإنما قال ( فله أجره ) على التوحيد ، ثم قال ( ولا خوف عليهم ) لأن من مفرد اللفظ مجموع المعنى ، فيحمل على اللفظ مرة ، وعلى المعنى أخرى .
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 351