نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 232
مقام النون في عشرون ، بدلالة سقوط النون من اثنتان ، وأن عشرة تعاقبها ، وكذلك التقدير في جميع ذلك ، وهو الثلاثة والثلاث من ثلاثة عشر ، وثلاث عشرة إلى تسعة عشر ، وتسع عشرة أن يكون فيها نون ، فقام عشرة مقامها ، فلذلك لم يدخلها التنوين ، وإذا لم يدخلها تنوين ، لم تبن . و ( مفسدين ) : منصوب على الحال . المعنى : ثم عد سبحانه وتعالى على بني إسرائيل نعمة أخرى ، إضافة إلى نعمه العلى الأولى ، فقال : ( وإذ استسقى موسى لقومه ) أي : سأل موسى [1] قومه ماء ، والسين سين الطلب ، وترك ذكر المسؤول ذلك ، إذ كان فيما ذكر من الكلام دلالة على معنى ما ترك ، وكذلك قوله : ( فقلنا اضرب بعصاك الحجر ) فانفجرت لأن معناه : فضربه فانفجرت ، فترك ذكر الخبر عن ضرب موسى الحجر ، لأن فيما أبقاه من الكلام دلالة على ما ألقاه ، وهذا كما يقال : أمرت فلانا بالتجارة فاكتسب مالا أي : فاتجر واكتسب مالا . . وقوم موسى هم بنو إسرائيل ، وإنما استسقى لهم ربه الماء في الحال التي تاهوا فيها في التيه ، فشكوا إليه الظمأ ، فأوحى الله تعالى إليه أن اضرب بعصاك ، وهي عصاه المعروفة وكانت من آس الجنة ، دفعها إليه شعيب ، وكان آدم حملها من الجنة معه إلى الأرض . وكان طولها عشرة أذرع على طول موسى ، ولها شعبتان تتقدان في الظلمة نورا ، وبها ضرب البحر فانفلق ، وهي التي صارت ثعبانا . وأما الحجر فاختلف فيه ، فقيل : كان يقرع لهم حجرا من عرض الحجارة ، فينفجر عيونا لكل سبط عينا ، وكانوا اثني عشر سبطا ، ثم يسير كل عين في جدول إلى السبط الذي أمر بسقيهم ، عن وهب بن منبه . وقيل : كان حجرا بعينه خفيفا ، إذا رحلوا حمل في مخلاة ، فإذا نزلوا ضربه موسى بعصاه فانفجر منه الماء ، عن ابن عباس ، وهذا أولى لدلالة الألف واللام للعهد عليه . وقيل : كانت حجرة فيها اثنتا عشرة حفرة ، وكان الحجر من الكذان [2] ، وكان يخرج من كل حفرة عين ماء عذب فرات ، فيأخذونه ، فإذا فرغوا أراد موسى حمله ، ضربه بعصاه فيذهب الماء . وكان يسقي كل يوم ستمائة ألف ، عن أبي مسروق [3] . وروي أنه كان حجرا
[1] [ أن يسقى ] . [2] الكذان : حجارة رخوة كأنها مدر . [3] وفي نسختين مخطوطتين ( أبي روق " بدن " أبي مسروق " وهو الظاهر .
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 232