نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 151
فللتخفيف . وأما الهمز فللحمل على الأصل . اللغة : في اشتقاق آدم قولان أحدهما : إنه مأخوذ من أديم الأرض ، فإذا سميت به في هذا الوجه ثم نكرته صرفته والثاني : إنه مأخوذ من الأدمة على معنى اللون والصفة ، فإذا سميت به في هذا الوجه ، ثم نكرته لم تصرفه . والأدمة والسمرة والدكنة والورقة متقاربة المعنى . وآدم : أبو البشر عليه السلام قال صاحب العين : الأدمة في الناس : شربة من سواد ، وهي السمرة . وفي الإبل والظباء : بياض . وكل لفظة عموم على وجه الاستيعاب وحقيقته للإحاطة بالأبعاض ، يقال : أبعض القوم جاءك أم كلهم . ويكون تأكيدا مثل ( أجمعون ) إلا أنه يبدأ في الذكر بكل ، كقوله تعالى ( فسجد الملائكة كلهم أجمعون ) لأن كلا قد يلي العوامل ، وأجمعون : لا يكون إلا تابعا . والعرض : من قولهم عرضت الشئ عليه ، وعرضت الجند ، قال الزجاج : أصله في اللغة الناحية من نواحي الشئ ، فمن ذلك العرض خلاف الطول . وعرض الرجل : ما يمدح به أو يذم . ويقال : عرضه خليقته المحمودة . ويقال : عرضه حسبه . وقال علي بن عيسى : هو ناحيته التي يصونها عن المكروه والسب ، والعرض ما يعرض في الجسم ويغير صفته ، ويقال : عرضت المتاع على البيع عرضا أي : أظهرته حتى عرفت جهته . والإنباء ، والإعلام ، والإخبار واحد . والنبأ : الخبر . ويقال منه : أنبأته ونبأته و ( أنبئوني بأسماء هؤلاء ) أي : أخبروني بها . أما المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل نحو : أنبأت زيدا عمرا خير الناس ، وكذلك نبأت فهو هذا في الأصل ، إلا أنه حمل على المعنى ، فعدي إلى ثلاثة مفاعيل ، لأن الإنباء بمعنى الإعلام . ودخول هذا المعنى فيه ، وحصول مشابهته للإعلام ، لم يخرجه عن الأصل الذي هو له من الإخبار ، وعن أن يتعدى إلى مفعولين أحدهما بالباء ، أو بعن ، نحو ( نبئهم عن ضيف إبراهيم ) والنبوة إذا أخذت من الأنباء فهي مهموزة . وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : لا تنبئن باسمي لرجل قال له : يا نبئ الله مهموزا . والنبي بغير همز : الطريق الواضح يأخذ بك إلى حيث تريد . والفرق بين الإعلام والإخبار : إن الإعلام قد يكون بخلق العلم الضروري في القلب كما خلق الله من كمال العقل والعلم بالمشاهدات ، وقد يكون بنصب الأدلة على الشئ . والإخبار : هو إظهار الخبر ، علم به أو لم يعلم ، ولا يكون مخبرا بما يحدثه من العلم في القلب كما يكون معلما بذلك .
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 151