responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 149


الضبع . وقول أبي داود [1] :
إن من شيمتي لبذل تلادي * دون عرضي ، فإن رضيت فكوني أي : فكوني على ما أنت عليه ، وإن سخطت فبيني ، فحذف . وقال عنترة :
هل تبلغني دارها شدنية * لعنت بمحروم الشراب مصرم أي : دعي عليها بانقطاع لبنها ، وجفاف ضرعها ، فصارت كذلك . والناقة إذا كانت لا تنتج كانت أقوى على السير ، وإنما أرادت الملائكة بقولهم ( أتجعل فيها من يفسد فيها ) ولد آدم الذين ليسوا بأنبياء ولا معصومين ، لا آدم نفسه ، ومن يجري مجراه من الأنبياء والمعصومين . ومعنى قولهم ( ونحن نسبح بحمدك ) نتكلم بالحمد لك ، والنطق بالحمد لله تسبيح له كقوله تعالى ( والملائكة يسبحون بحمد ربهم ) .
وإنما يكون حمد الحامد سبحانه تسبيحا لأن معنى الحمد لله : الثناء عليه ، والشكر له . وهذا تنزيه له ، واعتراف بأنه أهل لأن ينزه ويعظم ويثنى عليه ، عن مجاهد .
وقيل : معنى نسبح بحمدك نصلي لك كقوله ( فلولا أنه كان من المسبحين ) أي من المصلين ، عن ابن عباس ، وابن مسعود . وقيل : هو رفع الصوت بذكر الله عن المفضل ، ومنه قول جرير :
قبح الإله وجوه تغلب كلما * سبح الحجيج ، وكبروا إهلالا وقوله ( ونقدس لك ) أي : ننزهك عما لا يليق بك من صفات النقص ، ولا نضيف إليك القبائح . فاللام على هذا زائدة . نقدسك : وقيل نقدس لك أي :
نصلي لأجلك . وقيل : نطهر أنفسنا من الخطايا والمعاصي . قوله ( في أعلم ما لا تعلمون ) قيل : أراد ما أضمره إبليس من الكبر والعجب والمعصية لما أمره الله سبحانه بالسجود لآدم ، عن ابن عباس ، وابن مسعود . وقيل : أراد أعلم من في ذرية آدم من الأنبياء والصالحين ، عن قتادة . وقيل : أراد به ما اختص الله تعالى بعلمه من تدبير المصالح .
وروي عن أبي عبد الله قال : إن الملائكة سألت الله تعالى أن يجعل الخليفة منهم ، وقالوا : نحن نقدسك ونطيعك ولا نعصيك كغيرنا . قال : فلما أجيبوا بما ذكر



[1] كذا في نسخنا المخطوطة والمطبوعة ، لكنه محرف أبو دؤاد . راجع ( شرح شواهد مجمع البيان ج 1 ص 196 ) .

نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست