نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 120
و " أضاء " : في موضع جزم بالشرط . و " مشوا " : في موضع الجزاء . و ( إذا أظلم ) : قد تقدم اعراب مثله " ولو " حرف معناه : امتناع الشئ لامتناع غيره ، وإذا وقع الفعل بعده وهو منفي كان مثبتا في المعنى . وإذا وقع مثبتا كان منفيا في المعنى فقوله ( ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم ) قد انتفى فيه ذهاب السمع والابصار بسب انتفاء المشيئة . المعنى : ( يكاد البرق يخطف أبصارهم ) المراد يكاد ما في القرآن من الحجج النيرة ، يخطف قلوبهم من شدة ازعاجها إلى النظر في أمور دينهم ، كما أن البرق يكاد يخطف أبصار أولئك ، ( كلما أضاء لهم مشوا فيه ) لاهتدائهم إلى الطريق بضوء البرق ، كذلك المنافقون كلما دعوا إلى خير وغنيمة ، أسرعوا ، وإذا وردت شدة على المسلمين تحيروا لكفرهم ، ووفقوا كما وقف أولئك في الظلمات متحيرين . وقيل : إذا آمنوا صار الإيمان لهم نورا ، فإذا ماتوا عادوا إلى ظلمة العقاب . وقيل : هم اليهود لما نصر المسلمون ببدر قالوا : هذا الذي بشر به موسى ، فلما نكبوا بالحد وقفوا وشكوا . وقوله : ( ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم ) إنما خص السمع والبصر بالذكر ، لما جرى من ذكرهما في الآيتين ، فقال : ولو شاء الله أذهبهما من المنافقين عقوبة لهم على نفاقهم وكفرهم وهذا وعيد لهم بالعقاب كما قال في الآية الأولى : ( والله محيط بالكافرين ) وقوله : ( بسمعهم ) مصدر يدل على الجمع أو واحد موضوع للجمع ، كقول الشاعر : كلوا في بعض بطنكم تعيشوا ، فإن زمانكم زمن خميص أي : بطونكم . والمعنى : ولو شاء الله لأظهر على كفرهم فأهلكهم ، ودمر عليهم ، لأنه على كل شئ قدير ، وهو مبالغة القادر . وقيل : إن قوله سبحانه ( إن الله على كل شئ قدير ) عام فهو قادر على الأشياء كلها على ثلاثة أوجه : على المعدومات : بأن يوجدها ، وعلى الموجودات : بأن يفنيها ، وعلى مقدور غيره : بأن يقدر عليه ويمنع منه . وقيل : هو خاص في مقدوراته دون مقدور غيره ، فإن مقدورا واحدا بين قادرين لا يمكن أن يكون ، لأنه يؤدي إلى أن يكون الشئ الواحد موجودا معدوما . ولفظة كل قد يستعمل على غير عموم ، نحو قوله تعالى ( تدمر كل شئ بأمر ربها ) .
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 120