responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 452


إنه واحد في صفاته التي يستحقها لنفسه ، فإن معنى وصفنا لله تعالى بأنه قديم ، أنه المختص بهذه الصفة ، لا يشاركه فيها غيره . ووصفنا له بأنه عالم قادر ، أنه المختص بكيفية استحقاق هاتين الصفتين ، لأن المراد به أنه عالم بجميع المعلومات ، لا يجوز عليه الجهل ، وقادر على الأجناس كلها ، لا يجوز عليه العجز ، ووصفنا له بأنه حي باق ، أنه لا يجوز عليه الموت والفناء . فصار الإختصاص بكيفية الصفات كالاختصاص بنفس الصفات ، يستحقها سبحانه وحده على وجه لا يشاركه فيه غيره .
وقوله ( لا إله إلا هو ) : هذه كلمة لإثبات الإلهية لله تعالى وحده ، ومعناه : الله هو الإله وحده . واختلف في أنه هل فيها نفي المثل عن الله سبحانه ، فقال المحققون : ليس فيها نفي المثل عنه ، لأن النفي إنما يصح في موجود أو معدوم ، والله عز اسمه ليس له مثل موجود ولا معدوم . وقال بعضهم : فيها نفي المثل المقدر عن الله سبحانه .
وقوله ( الرحمن الرحيم ) إنما قرن الرحمن الرحيم بقوله ( لا إله إلا هو ) ، لأنه بين به سبب استحقاق العبادة على عباده ، وهو ما أنعم عليهم من النعم العظام التي لا يقدر عليها أحد غيره ، فإن الرحمة هي النعمة على المحتاج إليها ، وقد ذكرنا معنى الرحمن الرحيم فيما مضى .
النظم : الآية متصلة بما قبلها وبما بعدها ، فاتصالها بما قبلها كاتصال الحسنة بالسيئة ، لتمحو أثرها ، ويحذر من مواقعتها ، لأنه لما ذكر الشرك وأحكامه ، أتبع ذلك بذكر التوحيد وأحكامه . واتصالها بما بعدها كاتصال الحكم بالدلالة على صحته ، لأن ما ذكر في الآية التي بعدها ، هي الحجة على صحة التوحيد .
( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون ( 164 ) ) .

نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 452
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست