نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 449
إلى ارتكابه . ( إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ( 161 ) خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون ( 162 ) ) . اللغة : واحد الناس : انسان في المعنى . فأما في اللفظ فلا واحد له فهو كنفر ورهط مما يقال إنه اسم للجمع . والخلود : اللزوم أبدا . والبقاء : الوجود في وقتين فصاعدا ، ولذلك لم يجز في صفات الله تعالى خالد ، وجاز باق ، ولذلك يقال : أخلد إلى قوله أي : لزم معنى ما أتى به . ومنه قوله : ولكنه أخلد إلى الأرض أي : مال إليها ميل اللازم لها . والفرق بين الخلود والدوام أن الدوام هو الوجود في الأزل ، والا يزال . فإذا قيل : دام المطر ، فهو على المبالغة ، وحقيقته لم يزل من وقت كذا إلى وقت كذا . والخلود : هو اللزوم أبدا . والتخفيف : هو النقصان من المقدار الذي له . والعذاب : هو الألم الذي له امتداد . والإنظار : الإمهال قدر ما يقع النظر في الخلاص . وأصل النظر : الطلب . فالنظر بالعين هو الطلب بالعين ، وكذلك النظر بالقلب أو باليد أو بغيرها من الحواس تقول : أنظر الثوب أين هو أي : اطلبه أين هو . والفرق بين العذاب والإيلام أن الإيلام قد يكون بجزء من الألم في الوقت الواحد ، مقدار ما يتألم به . والعذاب : الألم الذي له استمرار في أوقات ، ومنه العذب : لاستمراره في الحلق . والعذبة : لاستمرارها بالحركة . الاعراب : ( وهم كفار ) : جملة في موضع الحال . و ( أجمعين ) : تأكيد . وإنما أكد به ليرتفع الإبهام والاحتمال قبل أن ينظر في تحقيق الاستدلال . ولهذا لم يجز الأخفش رأيت أحد الرجلين كليهما ، وأجاز رأيتهما كليهما . لأنك إذا ذكرت الحكم مقرونا بالدليل ، أزلت الإبهام للفساد . وإذا ذكرته وحده فقد يتوهم عليك الغلط في المقصد . وأنت لما ذكرت التثنية في قولك أحد الرجلين ، وذكرت أحدا ، كنت بمنزلة من ذكر الحكم والدليل عليه . فأما ذكر التثنية في رأيتهما ، فبمنزلة ذكر الحكم وحده . و ( خالدين ) : منصوب على الحال ، والعامل فيه الظرف من قوله ( عليهم ) ، لأن فيه معنى الاستقرار للعنة . وذو الحال الهاء . والميم من ( عليهم ) كقولك عليهم المال
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 449