responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 400


( ما ) . للاستفهام ، وهو منصوب الموضع ، لأنه مفعول ( تعبدون ) . و ( من بعدي ) : الجار والمجرور في محل النصب على الظرف وقوله : ( إلها واحدا ) منصوب على أحد وجهين : أن يكون حالا ، فكأنه قال : نعبد إلهك في حال وحدانيته ، أو يكون بدلا من إلهك ، وتكون الفائدة فيه ذكر التوحيد . ( ونحن له مسلمون ) : جملة في موضع الحال ، ويجوز أن يكون على الاستئناف ، فلا يكون لها موضع من الإعراب . و ( إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ) : في موضع جر على البدل من آبائك ، كما تقول : مررت بالقوم : أخيك وغلامك وصاحبك .
المعنى : خاطب سبحانه أهل الكتاب ، فقال : ( أم كنتم شهداء ) أي :
ما كنتم حضورا ( إذ حضر يعقوب الموت ) ، وما كنتم حضورا ( إذ قال ) يعقوب ( لبنيه ما تعبدون من بعدي ) ومعناه أنكم لم تحضروا ذلك ، فلا تدعوا على أنبيائي ورسلي الأباطيل ، بأن تنسبوهم إلى اليهودية والنصرانية ، فإني ما بعثتهم إلا بالحنيفية ، وذلك أن اليهود قالوا : إن يعقوب يوم مات أوصى بنيه باليهودية ، فرد الله تعالى عليهم قولهم ، وإنما قال : ( ما تعبدون ) ولم يقل من تعبدون ، لأن الناس كانوا يعبدون الأصنام ، فقال : أي الأشياء تعبدون من بعدي ؟ ( قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ) وإنما قدم ذكر إسماعيل على إسحاق ، لأنه كان أكبر منه ، وإسماعيل كان عم يعقوب ، وجعله أبا له ، لأن العرب تسمي العم أبا ، كما تسمي الجد أبا ، وذلك لأنه يجب تعظيمهما كتعظيم الأب ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " ردوا علي أبي " يعني العباس عمه . ( إلها واحدا ونحن له مسلمون ) أي : مذعنون مقرون بالعبودية .
وقيل : خاضعون منقادون مستسلمون لأمره ونهيه قولا وعقدا . وقيل : داخلون في الاسلام يدل عليه قوله ( إن الدين عند الله الاسلام ) .
( تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون ( 134 ) ) .
اللغة : الأمة على وجوه الأول : الجماعة كما في الآية والثاني : القدوة والإمام في قوله ( إن إبراهيم كان أمة قانتا ) . والثالث : القامة في قول الأعشى :

نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 400
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست