responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 399


وصيته أجدر ، وإلا فمن المعلوم أنه كان يدعو جميع الأنام إلى الاسلام ، ويعقوب وهو ابن إسحاق ، وإنما سمي يعقوب لأنه وعيصا كانا توأمين ، فتقدم عيص ، وخرج يعقوب على أثره آخذا بعقبه عن ابن عباس . والمعنى : ووصى يعقوب بنيه الاثني عشر وهم الأسباط .
( ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين ) أي : فقالا جميعا : يا بني إن الله أختار لكم دين الاسلام ( فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) أي : لا تتركوا الاسلام فيصادفكم الموت على تركه ، أو لا تتعرضوا للموت على ترك الاسلام بفعل الكفر .
وقال الزجاج : معناه إلزموا الاسلام ، فإذا أدرككم الموت صادفكم مسلمين . وفي هذه الآية دلالة على الترغيب في الوصية عند الموت ، وأنه ينبغي أن يوصي الانسان من يلي أمرهم بتقوى الله ولزوم الدين والطاعة .
( أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحق إلها واحدا ونحن له مسلمون ( 133 ) ) .
اللغة : الشهداء : جمع شهيد . والشاهد والحاضر من النظائر . تقول :
حضرت القوم أحضرهم حضورا : إذا شهدتم . والحضيرة : الجماعة من الناس ما بين الخمسة إلى العشرة . وأحضر الفرس إحضارا : إذا عدا شديدا .
وحاضرت الرجل محاضرة : إذا عدوت معه . وحاضرته : إذا جاثيته عند السلطان ، أو في خصومة . وحضرة الرجل : فناؤه . وأصل الباب : الحضور خلاف الغيبة .
الاعراب : ( أم ) ها هنا : منقطعة ، وهي لا تجئ إلا وقد تقدمها كلام ، لأنها التي تكون بمعنى بل ، وهمزة الاستفهام كأنه قيل : بل أكنتم شهداء .
ومعنى أم ها هنا الجحد أي : ما كنتم شهداء ، وإنما كان اللفظ على الاستفهام ، والمعنى على خلافه ، لأن اخراجه مخرج الاستفهام أبلغ في الكلام ، وأشد مظاهرة في الحجاج ، إذ يخرج الكلام مخرج التقرير بالحق ، فيلزم الحجة أو الانكار له فتظهر الفضيحة . وإذ الأولى ظرف من قوله شهداء ، وإذ الثانية بدل من إذ الأولى . وقيل : العامل في الثانية حضر ، وكلاهما جائز .

نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 399
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست