responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 366


الآيات إلى آخرها . ولأنه وصفهم بأنهم لا يعلمون ، فبين أنهم ليسوا من أهل الكتاب .
ومن قال المراد به النصارى ، . قال : لأنه قال قبلها ( وقالوا اتخذ الله ولدا ) وهم الذين قالوا المسيح ابن الله . وهذا لا دلالة فيه ، لأنه يجوز أن يذكر قوما ، ثم يستأنف فيخبر عن قوم آخرين . على أن مشركي العرب قد أضافوا أيضا إلى الله سبحانه البنات ، فدخلوا في جملة من قال ( اتخذ الله ولدا ) وقوله : ( لولا يكلمنا الله ) أي :
هلا يكلمنا معاينة فيخبرنا بأنك نبي . وقيل : معناه هلا يكلمنا بكلامه ، كما كلم موسى وغيره من الأنبياء . وقوله : ( أو تأتينا آية ) أي : تأتينا آية موافقة لدعوتنا ، كما جاءت الأنبياء آيات موافقة لدعوتهم ، ولم يرد أنه لم تأتهم آية ، لأنه قد جاءتهم الآيات والمعجزات .
وقوله : ( كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم ) قيل : هم اليهود حيث اقترحوا الآيات على موسى ، عن مجاهد ، لأنه حمل قوله ( الذين لا يعلمون ) على النصارى . وقيل : هم اليهود والنصارى جميعا ، عن قتادة ، والسدي . وقيل : سائر الكفار الذين كانوا قبل الاسلام ، عن أبي مسلم . ( تشابهت قلوبهم ) أي : أشبه بعضها بعضا في الكفر ، والقسوة ، والاعتراض على الأنبياء من غير حجة ، والتعنت والعناد ، كقول اليهود لموسى : ( أرنا الله جهرة ) ، وقول النصارى للمسيح : ( أنزل علينا مائدة من السماء ) ، وقول العرب لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم : حول لنا الصفا ذهبا . ولذلك قال الله سبحانه أتواصوا به . وقوله : ( فد بينا الآيات ) يعني الحجج والمعجزات التي يعلم بها صحة نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ( لقوم يوقنون ) أي : يستدلون بها من الوجه الذي يجب الاستدلال به ، فأيقنوا لذلك ، فكذلك فاستدلوا أنتم حتى توقنوا كما أيقن أولئك . والمعنى فيه : إن فيما ظهر من الآيات الباهرات الدالة على صدقه كفاية لمن ترك التعنت والعناد . فإن قيل : لم يؤتوا الآيات التي اقترحوها لتكون الحجة عليهم آكد ؟ قلنا : الاعتبار في ذلك بالمصالح ، ولو علم الله سبحانه أن في إظهار ما اقترحوه من الآيات مصلحة ، لأظهرها ، فلما لم يظهرها ، علمنا أنه لم يكن في إظهارها مصلحة .
( إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسئل عن أصحاب الجحيم ( 119 ) ) .
القراءة : قرأ نافع : ( ولا تسأل ) بفتح التاء والجزم على النهي ، وروي

نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 366
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست