نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 349
وعلى الإساءة بما تستحقونه من العقاب ، فاعملوا عمل من يستيقن أنه يجازيه على ذلك ، من لا يخفى عليه شئ من عمله . وفي هذا دلالة على الوعد والوعيد ، والأمر والزجر ، وإن كان خبرا عن غير ذلك في اللفظ . ( وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ( 111 ) ) . اللغة : في هود ثلاثة أقوال أحدها : إنه جمع هائد كعائذ وعوذ ، وعائط وعوط ، وهو جمع للمذكر والمؤنث على لفظ واحد . والهائد : التائب الراجع إلى الحق وثانيها : أن يكون مصدرا يصلح للواحد والجمع ، كما يقال : رجل فطر ، وقوم فطر ، ورجل صوم ، وقوم صوم . وثالثها : أن يكون معناه إلا من كان يهودا ، فحذفت الياء الزائدة . والبرهان ، والحجة ، والدلالة ، والبيان ، بمعنى واحد : وهو ما أمكن الاستدلال به على ما هو دلالة عليه مع قصد فاعله إلى ذلك . وفرق علي بن عيسى بين الدلالة والبرهان ، بأن قال : الدلالة قد تنبئ عن معنى فقط لا يشهد بمعنى آخر ، وقد تنبئ عن معنى يشهد بمعنى آخر . والبرهان ليس كذلك ، لأنه بيان عن معنى ينبئ عن معنى آخر ، وقد نوزع في هذا الفرق . وقيل : إنه محض الدعوى . الاعراب : ( قالوا ) : جملة فعلية . و ( الجنة ) ظرف مكان ليدخل . و ( إلا ) ها هنا : لنقض النفي . و ( من ) موصول ، وهو مع صلته مرفوع الموضع بأنه فاعل ( يدخل ) . و ( لن يدخل ) مع ما بعده معمول ( قالوا ) . وإن حرف شرط ، وجوابه محذوف ، وتقديره إن كنتم صادقين ، فهاتوا برهانكم . المعنى : ثم حكى سبحانه نبذا من أقوال اليهود ودعاويهم الباطلة ، فقال : ( وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى ) وهذا على الإيجاز ، وتقديره : قالت اليهود لن يدخل الجنة إلا من كان يهوديا ، وقالت النصارى : لن يدخل الجنة إلا من كان نصرانيا ، ووحد كان لأن لفظة ( من ) قد تكون للواحد ، وقد تكون للجماعة . وإنما قلنا : إن الكلام مقدر هذا التقدير ، لأن من المعلوم أن اليهود لا يشهدون للنصارى بالجنة ، ولا النصارى
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 349