نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 335
المعنى : ثم قال سبحانه : ( ولو أنهم ) يعني الذين يتعلمون السحر ويعملونه . وقيل : هم اليهود ( آمنوا ) أي : صدقوا بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم ، والقرآن ( واتقوا ) السحر والكفر . وقيل : جميع المعاصي ( لمثوبة من عند الله خير ) أي : لأثيبوا ، وثواب الله خير . ( لو كانوا يعلمون ) أي : لو كانوا يستعملون ما يعلمونه ، وليس أنهم كانوا يجهلون ذلك ، كما يقول الانسان لصاحبه ، وهو يعظه : ما أدعوك إليه خير لك لو كنت تعقل ، أو تنظر في العواقب . وفي قوله ( لو كانوا يعلمون ) وهو خير علموا أو لم يعلموا ، وجهان أحدهما : إن معناه لو كانوا يعلمون لظهر لهم بالعلم ذلك أي : لعلموا أن ثواب الله خير من السحر والآخر : إن المعنى فيه الدلالة على جهلهم ، وترغيبهم في أن يعلموا ذلك ، وأن يطلبوا ما هو خير لهم من السحر ، وهو ثواب الله الذي ينال بطاعاته ، واتباع مرضاته . وفي هذه الآية دلالة على بطلان قول أصحاب المعارف ، لأنه نفى ذلك العلم عنهم . ( يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم ( 104 ) ) . اللغة : المراعاة : التفقد للشئ في نفسه أو أحواله . والمراعاة والمحافظة والمراقبة نظائر . ونقيض المراعاة : الإغفال . ورعى الله فلانا أي : حفظه . ورعيت له حقه وعهده فيمن خلف . وأرعيته سمعي : إذا أصغيت إليه . وراعيته بعيني : إذا لاحظته . وجمع الراعي : رعاء ورعاة ورعيان ، وكل من ولي قوما فهو راعيهم وهم رعيته . والمرعي من الناس : المسوس . والراعي : السائس . واسترعاه الله خلقه أي : ولاه أمرهم ليرعاهم . والإرعاء : الإبقاء على أخيك . والاسم الرعوى والرعيا . وراعني سمعك أي : استمع . ورجل ترعية : للذي صنعته وصنعة آبائه الرعاية . وقال الشاعر : ( يسوسها ترعية حاف فضل ) . وأصل الباب : الحفظ . ونظرت الرجل أنظر نظرة : بمعنى انتظرته ، وارتقبته . المعنى : لما قدم سبحانه نهي اليهود عن السحر ، عقبه بالنهي عن إطلاق هذه اللفظة ، فقال سبحانه : ( يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا ) كان المسلمون يقولون : يا رسول الله ! راعنا أي : استمع منا . فحرفت اليهود هذه اللفظة ، فقالوا : يا محمد ! راعنا ، وهم يلحدون إلى الرعونة ، يريدون به النقيصة والوقيعة . فلما عوتبوا قالوا : نقول كما يقول المسلمون ، فنهى الله عن
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 335