نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 334
وينشئ الحيوان على وجه الاختراع ، وهذا لا يجوز ، ومن صدق به فهو لا يعرف النبوة ، ولا يأمن أن تكون معجزات الأنبياء من هذا النوع . ولو أن الساحر والمعزم قدرا على نفع أو ضر ، وعلما الغيب ، لقدرا على إزالة . الممالك ، واستخراج الكنوز من معادنها ، والغلبة على البلدان بقتل الملوك ، من غير أن ينالهم مكروه وضرر . فلما رأيناهم أسوأ الناس حالا ، وأكثرهم مكيدة واحتيالا ، علمنا أنهم لا يقدرون على شئ من ذلك . فأما ما روي من الأخبار أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سحر ، فكان يرى أنه فعل ما لم يفعله ، وأنه لم يفعل ما فعله ، فأخبار مفتعلة لا يلتفت إليها . وقد قال الله ، سبحانه وتعالى ، حكاية عن الكفار : ( إن تتبعون إلا رجلا مسحورا ) فلو كان للسحر عمل فيه ، لكان الكفار صادقين في مقالهم ، حاشا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، من كل صفة نقص ، تنفر عن قبول قوله ، فإنه حجة الله على خليقته ، وصفوته على بريته . ( ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون ( 103 ) ) . اللغة : المثوبة والثواب والأجر نظائر . ونقيض المثوبة : العقوبة ، يقال : ثاب يثوب ثوبا وثوابا وأثابه إثابة ومثوبة وثوابا . والأصل في الثواب : ما رجع إليك من شئ . يقال : اعترت الرجل غشية ثم ثابت إليه نفسه ، ولذلك سمي الثواب ثوابا ، لأنه العائد إلى صاحبه مكافاة لما فعل . ومنه التثويب في الأذان وهو ترجيع الصوت ، يقال : ثوب الداعي : إذا كرر دعاءه إلى الحرب ، أو غيرها . ويقال : انهزم القوم ثم ثابوا أي : رجعوا . والثوب : مشتق من هذا أيضا ، لأنه ثاب لباسا بعد أن كان قطنا ، أو غزلا . والمثابة : الموضع يثوب إليه الناس . وفي الشواذ قرأ قتادة : ( لمثوبة ) بسكون الثاء وفتح الواو ، وهي لغة كما قالوا مشورة ومشورة . وأجمع العرب على قولهم : هذا خير منه ، وهذا شر منه ، إلا بعض بني عامر ، فإنهم يقولون : هذا أخير من ذا ، وأشر من ذا . الاعراب : اللام في ( لمثوبة ) لام الابتداء ، وهي في موضع جواب ( لو ) لأنها تنبئ عن قولك لأثيبوا . والضمير في ( أنهم ) عائد إلى الذين يتعلمون السحر .
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 334