نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 311
( ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر والله بصير بما يعملون ( 96 ) ) . اللغة : وجده ، وصادفه ، وألفاه ، نظائر . يقال : وجدت الشئ وجدانا : إذا أصبته . ويقال : وجدت بمعنى علمت . والحرص : شدة الطلب . ورجل حريص ، وقوم حراص . والمودة : المحبة ، يقال : وددت الرجل أوده ودا وودا وودادا وودادة ومودة . والتعمير : طول العمر . والعمر والعمر لغتان ، وأصله من العمارة : الذي هو ضد الخراب . فالعمر : المدة التي يعمر فيها البدن بالحياة . والألف : من التأليف ، سمي بذلك العدد ضم مائة عشر مرات . والزحزحة : التنحية ، يقال : زحزحته فتزحزح . وقال الشاعر ( 1 ) : وقالوا تزحزح لا بنا فضل حاجة * إليك ، ولا منا لوهيك راقع والبصير : بمعنى المبصر ، كما أن السميع : بمعنى المسمع ، ولكنه صرف إلى فعيل ، ومثله بديع السماوات : بمعنى المبدع . والعذاب الأليم : بمعنى المؤلم ، هذا في اللغة . وعند المتكلمين : المبصر هو المدرك للمبصرات ، والبصير هو الحي الذي لا آفة به ، فهو ممن يجب أن يبصر المبصرات إذا وجدت ، وليس أحدهما هو الآخر ، وكذلك القول في السميع والسامع . الاعراب : ( لتجدنهم ) : اللام لام القسم ، والنون للتأكيد ، وتقديره : والله لتجدنهم . قال سيبويه : سألت الخليل عن قوله ( لتفعلن ) إذا جاءت مبتدأ ، فقال : هي على نية القسم . وهذه اللام إذا دخلت على المستقبل لزمته في الأمر الأكثر بالنون ، وإذا كان وجدت بمعنى وجدان الضالة يعدى إلى مفعول واحد ، كفقدت الذي هو ضده ، فينتصب ( أحرص ) على الحال . وإذا كان بمعنى علمت ، تعدى إلى مفعولين ثانيهما عبارة عن الأول ، فيكون ( أحرص ) هو المفعول الثاني ، وهو الأصح . وقوله : ( ومن الذين أشركوا ) : قال الفراء : يريد وأحرص من الذين أشركوا
( 1 ) هو : الحطيئة .
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 311