responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 246


وجل : ( خذوا ما آتيناكم بقوة ) أبقوة بالأبدان أم بقوة بالقلوب ؟ فقال : بهما جميعا .
وقيل : أخذه بقوة : هو العمل بما فيه بعزيمة وجد . وقيل : بقدرة ، وأنتم قادرون على أخذه ، عن أبي علي والأصم .
( واذكروا ما فيه ) يعود الضمير من ( فيه ) إلى ( ما ) من قوله : ( ما آتيناكم ) وهو التوراة ، يعني : احفظوا ما في التوراة من الحلال والحرام ، ولا تنسوه . وقيل :
معناه اذكروا ما في تركه من العقوبة ، وهو المروي عن أبي عبد الله عليه السلام . وقيل :
معناه اعملوا بما فيه ، ولا تتركوه . وقيل : المعنى في ذلك أن ما آتيناكم فيه من وعد ووعيد ، وترغيب وترهيب ، تدبروه ، واعتبروا به واقبلوه . ( لعلكم تتقون ) أي : كي تتقوني إذا فعلتم ذلك ، وتخافوا عقابي ، وتنتهوا إلى طاعتي ، وتنزعوا [1] عما أنتم عليه من المعصية .
( ثم توليتم بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين ( 64 ) ) .
اللغة : توليتم : أعرضتم ، وهو مطاوع قولهم ولاه فلان دبره إذا استدبر عنه ، وجعله خلف ظهره ، ثم يستعمل ذلك في كل تارك طاعة آمر ، ومعرض بوجهه عنه ، فيقال : تولى فلان عن طاعة فلان ، وتولى عن صداقته ، ومنه قوله ( فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا ) أي : خالفوا ما وعدوا الله من قولهم :
( لنصدقن ولنكونن من الصالحين ) . والخاسر : هو الذي ذهب رأس ماله ، ورأس مال الانسان نفسه ، وما سواها مما يحصل له من المنافع ، فهو كله ربح .
المعنى : معنى الآية ثم نبذتم العهد الذي أخذناه عليكم بعد إعطائكم المواثيق وراء ظهوركم ، وأعرضتم عنه . ( فلولا فضل الله عليكم ) أي : فلولا أن الله تفضل عليكم بالتوبة بعد نكثكم الميثاق الذي واثقتموه إذ رفع فوقكم الطور ، وأنعم عليكم بالإسلام ، ورحمته التي رحمكم بها ، فتجاوز منكم خطيئتكم بمراجعتكم طاعة ربكم . ( لكنتم من الخاسرين ) . وقال أبو العالية :
فضل الله الإيمان ورحمته القرآن ، فيكون معناه : لولا اقداري لكم على



[1] وفي نسختين من نسخنا : ( تورعوا ) بدل ( تنزعوا ) .

نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 246
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست