نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 230
( فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون ( 59 ) ) . اللغة : التبديل : تغيير الشئ إلى غير حاله . والرجز بكسر الراء : العذاب في لغة أهل الحجاز ، وهو غير الرجس ، لأن الرجس : النتن . وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، في الطاعون : إنه رجز عذب به بعض الأمم قبلكم " . وقال أبو عبيدة : الرجس والرجز لغتان مثل البزاق والبساق ، والزرع والسرع . والرجز بضم الراء : عبادة الأوثان . وفسق يفسق والضم أشهر ، وعليه القراءة ، ومعنى الفسق في اللغة : الخروج من العقيدة ، وكل من خرج عن شئ فقد فسق ، إلا أنه في الشرع مخصوص بالخروج عن أمر الله تعالى ، أو طاعته . الاعراب : ( غير الذي ) انتصب غير بأنه صفة لقول ، وأصل غير أن يكون صفة تجري مجرى مثل ، وإذا أضيفا إلى المعارف لم يتعرفا لما فيهما من الإبهام ، لأن مثل الشئ يكون على وجوه كثيرة ، وكذلك غير الشئ يكون أشياء كثيرة غير مختلفة . المعنى : ثم بين سبحانه أنهم قد عصوا فيما أمروا به ، فقال : ( فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم ) أي : فخالف الذين عصوا ، والذين فعلوا ما لم يكن لهم أن يفعلوه ، وغيروا ما أمروا به ، فقالوا غير ذلك . واختلف في ذلك الغير ، فقيل : إنهم قالوا بالسريانية هاطا سماقاتا . وقال بعضهم : حطا سماقاتا ، ومعناه : حنطة حمراء فيها شعيرة . وكان قصدهم في ذلك الاستهزاء ، ومخالفة الأمر . وقيل : إنهم قالوا حنطة ، تجاهلا واستهزاء ، وكانوا قد أمروا أن يدخلوا الباب سجدا ، وطؤطئ لهم الباب ليدخلوه كذلك ، فدخلوه زاحفين على أستاههم ، فخالفوا في الدخول أيضا . وقوله : ( فأنزلنا على الذين ظلموا ) أي : فعلوا ما لم يكن لهم فعله من تبديلهم ما أمر الله به بالقول والفعل . ( رجزا ) أي : عذابا ( من السماء ) ، عن ابن عباس ، وقتادة ، والحسن . ( بما كانوا يفسقون ) أي : بكونهم فاسقين ، أو بفسقهم كقوله ( ذلك بما عصوا ) أي : بعصيانهم . وقال ابن زيد : أهلكوا بالطاعون ، فمات منهم في ساعة واحدة أربعة وعشرون ألفا من كبرائهم وشيوخهم ، وبقي الأبناء ،
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 230