responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 198


إشفاقهم من الإقامة على معصية الله . قال الرماني : وفيه بعد لكثرة الحذف .
وقيل : الذين يظنون انقضاء آجالهم ، وسرعة موتهم ، فيكونون أبدا على حذر ووجل ، ولا يركنون إلى الدنيا ، كما يقال لمن مات : لقي الله . ويدل على أن المراد بقوله " ملاقوا ربهم " ملاقون جزاء ربهم قوله تعالى في صفة المنافقين :
( فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه ) . ولا خلاف في أن المنافق لا يجوز أن يرى ربه .
وكذلك قوله : ( ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ) . وجاء في الحديث : ( من حلف على مال امرئ مسلم كاذبا ، لقي الله وهو عليه غضبان ) . وليس اللقاء من الرؤية في شئ ، يقال : لقاك الله محابك ، ولا يراد به أن يرى أشخاصا ، وإنما يراد به لقاء ما يسره . وقوله : ( وأنهم إليه راجعون ) يسأل هنا فيقال : ما معنى الرجوع في الآية وهم ما كانوا قط في الآخرة ، فيعودوا إليها ؟ وجوابه من وجوه : أحدها : إنهم راجعون بالإعادة في الآخرة ، عن أبي العالية وثانيها : إنهم يرجعون بالموت كما كانوا في الحال المتقدمة ، لأنهم كانوا أمواتا فأحيوا ، ثم يموتون فيرجعون أمواتا كما كانوا .
وثالثها : إنهم يرجعون إلى موضع لا يملك أحد لهم ضرا ، ولا نفعا غيره تعالى ، كما كانوا في بدء الخلق ، لأنهم في أيام حياتهم قد يملك غيرهم الحكم عليهم ، والتدبير لنفعهم وضرهم ، يبين ذلك قوله : " مالك يوم الدين " وتحقيق معنى الآية أنهم يقرون بالنشأة الثانية ، فجعل رجوعهم بعد الموت إلى المحشر ، رجوعا إليه .
( يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين ( 47 ) ) .
المعنى : قد مضى تفسير أول الآية فيما تقدم وقوله : ( وأني فضلتكم على العالمين ) قال ابن عباس : أراد به عالمي أهل زمانهم ، لأن أمتنا أفضل الأمم بالإجماع ، كما أن نبينا ، عليه أفضل الصلاة والسلام ، أفضل الأنبياء ، وبدليل قوله ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) . وقيل : المراد به تفضيلهم في أشياء مخصوصة ، وهي : إنزال المن والسلوى ، وما أرسل الله فيهم من الرسل ، وأنزل عليهم من الكتب ، إلى غير ذلك من النعم العظيمة ، من تغريق فرعون ، والآيات الكثيرة التي يخف معها الاستدلال ، ويسهل بها الميثاق ( 1 ) ،


( 1 ) وفي نسخة مخطوطة " المشاق " بدل " الميثاق " ولعله أنسب .

نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 198
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست