علي عليه السّلام والنصيحة اعتبروا أيها الناس بما وعظ الله به أولياءه من سوء ثنائه على الاحبار اذ يقول : ( لَوْ لا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ والأَحْبارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الإِثْمَ ) .
وقال : ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ ) ( إلى قوله ) : ( لَبِئْسَ ما كانُوا يَفْعَلُونَ ) وانما عاب الله ذلك عليهم لأنهم كانوا يرون من الظلمة الذين بين اظهرهم - المنكر والفساد فلا ينهونهم عن ذلك رغبة فيما كانوا ينالون منهم ورهبة مما يحذرون .
والله يقول : ( فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ واخْشَوْنِ ) ( وقال ) : ( الْمُؤْمِنُونَ والْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ ويَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ) .
فبدأ الله تعالى بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فريضة منه لعلمه بانها اذا اديت واقيمت استقامت الفرائض كلها هينها وصعبها .
وذلك ان الامر بالمعروف والنهى عن المنكر دعاء إلى الاسلام مع رد المظالم ومخالفة الظالم وقسمة الفيء والغنائم واخذ الصدقات من مواضعها ووضعها فى حقها .
ثم أنتم أيها العصابة عصابة بالعلم مشهورة وبالخير مذكورة وبالنصيحة معروفة وبالله فى انفس الناس مهابة يهابكم الشريف ويكرمكم الضعيف ويؤثركم من لا فضل لكم عليه ولا يذلكم عنده تشفعون فى الحوائج اذا امتنعت من طلابها وتمشون فى الطريق بهيبة الملوك وكرامة الاكابر أ ليس كل ذلك انما نلتموه بما يرجى عندكم من القيام بحق الله .