( الرسالة الفتحية ) بسم الله الرّحمن الرّحيم الحمد للَّه الذي انزل على عبده الكتاب المبين ، المائز بين الشك واليقين ، الخطاب الذي اعجز البلغاء عن مشاكلته ، واخرس الفصحاء عن مناقضته ومعارضته اعجز ذوى اللب والحجى عن الاتيان بمثله ، مناديا بأعلى صوته بين لابتي العالم : ( فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ ) هيهات هيهات ذلك ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا .
وبعد يقول العبد اللائذ بابواب اهل بيت الوحي والسفارة ، وخادم علومهم والمشرف بالانتساب إليهم ، ابو المعالي شهاب الدين الحسينى المرعشي النجفي كان الله له ، لا يخفى على الناقد البصير ان القرآن الكريم قد حوى من العلوم والمعارف والحكم والمصالح ما يعجز الواصفون عن وصفه ويكل العادون عن عده ( كيف ) الا وهو الهدى لمن استهدى ، والنور لمن رام الاستضاءة فى الدياجى البهم ، وحوالك الظلم ، - ومن التحف والذخائر المدخرة فيه الايات المستنطبة منها الاحكام ومسائل الحلال والحرام الا وان لها شأنا من الشأن هى ام المدارك وبغية الفقيه والمستنبط ، ومن ثم اكثر علماء الاسلام على تشعب مذاهبهم واختلاف طرقهم ومشاربهم من التصنيف والتأليف حولها سيما اصحابنا الكرام البررة اساطين الفقه وحملة الحديث تراهم قد وجهوا إليها الهمم وانجذبت إلى