ونعني بالاستدلال الإقتراحي ، أننا بعد أن نفترض بدائل للتعبير الوارد في الآية ، نقارن بين الخصوصيات في البدائل ، وبين خصوصيات المعنى الوارد ، لنكتشف من ثم بعض جهات المعنى التي تجعل من اختيار التعبير الوارد في الآية هو المتعين ، الذي لا بد منه ، ولا غنى عنه . .
وإنما لم نعتمد التفسير الموضوعي لأننا قد اعتقدنا أن ذلك سابق لأوانه ، إذ إنه يتوقف على حصحصة المعاني ، واستخراجها ، وجمعها ، ثم المقارنة فيما بينها ، ليمكن استخراج قواعد عامة وشمولية منها بصورة سليمة وقويمة . .
ومن الواضح : أن القفز من هذه المرحلة إلى تلك لن يكون سوى مجازفة غير منطقية ، ولا يعدو كونه اقتحاماً عشوائياً غير مبرر ، وسيبقى يعيش الحرمان من الحد الأدنى من الوثوق بأية نتيجة يتوصل إليها ، أو يهيأ لها ، إلا إذا بقي المفسر يتردد بين المعاني القريبة ، التي يتداولها الناس ، والتي هي على درجة من الوضوح والبداهة . .
وليقتصر الجهد من ثم على تبديل الأساليب ، وإعادة تنظيم ورصف نفس الأفكار المتداولة ، دون أي تصرف حقيقي فيها . .
وأخيراً . . فإن رجائي الأكيد من القارئ الكريم هو أن يغض الطرف عن التقصير ، وأن يتحفني بما يرى ضرورة للتنبيه عليه ، وأن يلفت نظري إلى ما ينبغي لفت النظر إليه . وليتقبل مني عذري ، وإليه أهدي خالص شكري . . والسلام عليه وعلى كل المؤمنين ورحمة الله وبركاته . .
حرر بتاريخ : شهر رمضان المبارك سنة 1423 ه - .
عيثا الجبل - لبنان جعفر مرتضى العاملي