قال تعالى :
* ( إِنَّا خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً ) * .
في هذه الآية المباركة دلالات هامة , وإشارات دقيقة , لا بد من الوقوف على ما يتيسر الوقوف عليه منها , فنقول :
« إِنَّا خَلَقْنَا » :
إن أول ما يواجهنا في هذه الآية المباركة ، هو أنه تعالى قد بدأها بالإشارة إلى نفسه بصيغة الجمع ، فقال : * ( إِنَّا خَلَقْنَا ) * . . ولم يقل : أنا خلقت ، أو لقد خلقت . فهل هناك من خصوصية اقتضت ذلك ؟ !
وما الفرق بين الموارد التي يذكر الله سبحانه فيها نفسه بصيغة الجمع , والموارد التي يأتي فيها بصيغة المفرد ؟ ! . .
وللإجابة على ذلك نقول :
هناك آيات تكلّم الله سبحانه فيها عن نفسه بصيغة المفرد , نذكر منها ما يلي :
* ( إِنَّنِي أَنَا اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي ) * [1] .
* ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ ) * [2] .