responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير سورة هل أتى نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 39


ظاهر الآيات أن المراد هو الاهتمام بشأنه ورعايته ، بما يتناسب مع شأنه وحاله ، ومقامه ، ويتناسب مع شأن الذاكر ، من كيفيات الذكر ومفرداته ومستوياته . . لأن مجرد ذكر الإنسان في المحافل ، ليس مما يصح الامتنان به من رب العالمين ، ما لم يكن من الثناء الجميل المظهر لميزاته من حيث هو مؤمن . . كما ورد في الدعاء : « وكم من ثناء جميل لست أهلاً له نشرته » . . إذ إن أهل السوء والانحراف ليس فيهم ما يصلح للثناء . .
كما أن كون هذا الشيء ذا قيمة ليس مما يمتن به ، إلا إذا كان له دور ووظيفة يؤديها ، فتتحدد قيمته وأهميته من خلال ذلك ، فإن الذهب مثلاً ، إذا لم يكن له مورد يستفاد فيه منه ، فإنه لا ينفع ولا يجدي ، ولا يصح الامتنان بوجوده على أحد . .
فالامتنان من الله إنما يناسب حالة الاهتمام والاعتناء بشأنه ، ورفده بالعطايا والنعم التي يحتاجها .
ومجرد ذكر الشيء في المجالس ، لا يلازم الاهتمام ، والعناية والرعاية . . لأن الاهتمام قد يتعلق بفرضية لا وجود لها ، يراد لها أن تتحقق ، فيسعى الإنسان لتحديد حدودها ، والارتقاء بها بيانياً إلى حيث تصبح قابلة للتلمس لمجرد حب المعرفة ، والاكتشاف ، ولو لم يكن لها أية قيمة أو شأن يذكر عنده . .
وقد يهتم بشيء موجود ، لكنه غير واضح المعالم ، فيسعى لتحديد معالمه ، ومشخصاته ، ومعرفة مواصفاته ، لكي يخرجه من حالة الغموض ولأجل أن يحسن التحرز منه ، والتوقي من مخاطره . .
وكلا هذين الأمرين لا يصح نسبتهما في هذا المورد بالذات إلى الله سبحانه .

نام کتاب : تفسير سورة هل أتى نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست