تأثيرات سلبية على علاقتهم به ، ونظرتهم إليه ، تفوق تأثيرات صفات الإيجاب فيه ، ولسوف ينقص ذلك من تلذذهم بصفات الإيجاب . بل ربما يكون وجود صفات الكمال فيه هو الموجب لزيادة ألمهم وتأذِّيهم بصفات النقص . .
وبما أن شرور ذلك اليوم ، قد أنتجتها أعمال الناس . . واختلالات في سلوكهم ، ونقائص وتشوهات في شخصيتهم الإنسانية والإيمانية .
فإن ظهور النقص الذي في شخصية الإنسان على حركاته ، وأفعاله ، كان هو الذي كان هو السبب في تسرب الشر إلى حياته في الآخرة ، وهو الذي أوجد هذا الشر . .
أما الأبرار فليس فيهم أي خلل أو نقص ، ولا يوجد في حياتهم أية ثغرة يمكن للشر أن يتسرب منها إليهم ، فهم في وقاية حقيقية منه . .
فالشر إذن لا يُمْنَع ولا يُكَفُّ عنهم . . بل هم في حصن حصين منه ، وليس فيهم منفذ يستطيع الشر أن ينفذ منه إليهم .
« وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً » :
وقد فسروا كلمة « لقَّاهم » بلاقاهم . . مع أن كلمة « لقَّاهم » إنما تعني : أنه جعلهم يتلقون النضرة بصورة متتابعة وتدريجية ، ومرة بعد أخرى ، والتلقي هو التقبل والأخذ ، باختيار وسابق إرادة . .
فالنضرة لم تعرض عليهم عروضاً عابراً . . بل بقيت فيهم واستمرت . .
أما كلمة « لاقاه » ، فإنما تعني حصول مواجهة بين هذا وذاك ، ولو صدفة ، ولا تعني التدرج ، ولا التوالي والتعاقب . . وكذا الحال بالنسبة لتلقاه فإنها قاصرة عن إفادة المراد ، لأن معناها : تلقاهم بالنضرة وبالسرور ، مع أن المراد : أنهم هم الذين يتلقون النضرة والسرور ، ليحل بهم ، ويكون فيهم .