لام العهد ! أم لام الجنس ؟ :
وعن كلمة « أل » في كلمة « الطعام » نقول : إنه قد يكون المقصود بها العهد . . أي أنهم يطعمون طعامهم المعهود ، الذي ارتضوه لأنفسهم ، وواسوا به الفقراء . .
وقد يكون المقصود به الجنس ، أي أن كل طعام يكون لهم ، فإنهم يطعمونه للمسكين ، واليتيم ، والأسير . .
ما المراد ب « الطَّعَامَ » :
ولعل بعضهم يريد أن يقول : إن المقصود بكلمة : « الطَّعَامَ » هو القمح والشعير ، وأن هذا هو معناها في أصل اللغة ، ثم توسع الناس في إطلاقها ، على غيرهما ، فيكون على عكس كلمة دابة التي هي اسم لكل ما يدب على الأرض ، لكنها حين الاستعمال يراد منها الفرس ، لأنها هي التي كانت محل الحاجة ، وألف الناس إطلاق هذا اللفظ عليها . .
ولكن لا مجال لتأكيد هذا الأمر ، ولا يصح المصير إليه ، فإنه مجرد اجتهاد في اللغة ، فالظاهر : ما جرى لكلمة طعام ، هو نفس ما جرى لكلمة « دابة » وأن المقصود بكلمة « الطعام » هو كل ما يطعم . . فيكون القمح والشعير ، وسواهما من مصاديقه . .
ومما يؤكد ذلك ، قوله تعالى : * ( أحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ ) * [1] . فأطلق الطعام على ما يستخرج من البحر للطعام . . ولا يستخرج منه قمح ولا شعير . .