فهذه هي حدود طموحات المرائي ، وهذا هو مداه وأفقه الضيق والمحدود ، يريد أن يأخذ مقابل عمله في هذه الحياة الدنيا ، من هذا الشخص الذي يرائيه ، ولا يريد أن يصل بعمله إلى الآخرة ، لو كان يصدق بالآخرة ، وكان لديه طموح لها .
فالمراءاة إذاً تصبح نتيجة طبيعية لصرف النظر عن الآخرة ، إما لعدم التصديق بها ، أو لعدم الرغبة فيها .
وذلك يعني : أنه لا يدرك ، قيمتها ولا يعرف خصوصياتها ، أو لا يصدّق بها ولا يصدّق بوعد الله فيها . ولو أنه صدّق وعرف لرغب بها أشد ما تكون الرغبة .
قد قال تعالى : * ( وَإِنَّ الدَّارَ الْآَخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) * [1] . فقوله : * ( لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) * ، يشير إلى ما ذكرناه .