المكذب بالدين لا ينتفع بأفضل أعماله :
ثم قال تعالى : * ( فَوَيْلٌ لِلمُصَلِّين ) * . ولنبدأ حديثنا في هذه الآية عن الفاء ، فهل هي للسببية أو للتفريع ؛ فإن كانت للسببية ، كان المعنى : أن من يفعل تلك الأمور يصير إنساناً سيئاً إلى درجة أن تنقلب حسناته ، وأشرف وأفضل أعماله إلى سيئات ، مع أنها يفترض أن تسهم في تهذيب نفسه ، وترسيخ كمالاته ، وتصفية روحه ، وتأكيد فضائله . . حتى أن صلاته ، التي يفترض أن تكون معراجه إلى الله ، ووسيلة القرب إليه « عز وجل » ، وتسهم بتطهير نفسه ، تصبح في خدمة الرذيلة ، حين يستعملها لخدمة الأهداف السيئة ، ومعولاً يستعمله في هدم فضائله وكمالاته ، ومروءته ، وشرفه ، فهو يرائي بصلاته ، وبأعماله الصالحة ليخدع الناس ، ويكيدهم بها ، وليتوغّل في