* ( يَدُعُّ اليَتيم ) * :
ونلاحظ هنا : أن الله سبحانه وتعالى لم يقل : « يدفع اليتيم » ، أو « يردّ اليتيم » ، وإنما قال : * ( يَدُعُّ اليَتيم ) * . والدعُّ هو : الدفع بجفاء وقسوة ، وعدم احترام .
ومن الواضح : أن أقصى درجات سوء الخلق هو أن تدفع يتيماً عنك ، وهو مقبل عليك ، بكل أمل ورجاء - نعم تدفعه - بقسوة ، وعنف ، وبدون احترام .
ولو أنه تعالى قال : « يدفع اليتيم » ، لاحتمل السامع أن يكون قد دفعه برفق ، فإن مجرد دفعه لا يدل على أنه لا يحترمه ، أو لا يعطف عليه ، فلعلّه دفعه ، لأنه لا يريد ، أو لا يستطيع أن يلبّي طلباته .
ولكنك حين تقول : « يدعُّ » ، فإن معناه : أنه يتصرّف تصرّفاً مسيئاً ومشيناً على جميع الاحتمالات ، وذلك لما يتضمنه من عنف وقسوة ، وهذا لا يناسب حالة اليتيم ، ولا ينسجم مع عنوان اليتيم ، الذي يستبطن حالة الحاجة إلى العطف وإلى الاحتضان ، ويشير إلى أنّ إقباله على ذلك الشخص هو إقبال اليتيم ، وليس إقبال الطاغي ،