الناحية الثانية : أن يلحق الأذى بالدين وبالرسالة . وهذا هو الذي يستحق نزول هذه السورة ، وهذا العطاء العظيم « الكوثر » ، وهذا الموقف الحازم من الشانئ .
فقد بات من الواضح : أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) لا يهتم لأمر الذرية ، من حيث هي الذرية ، وإنما من حيث هي حصانة للشريعة وللرسالة ، وامتداد لها .
وقد حدثنا الله سبحانه وتعالى عن الكافرين في آيات كثيرة أنهم كانوا يعيرونه بأن أتباعه هم الضعفاء . قال تعالى : * ( وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا ) * [1] .
وقد كانوا يطلبون من النبي ( صلى الله عليه وآله ) أن يطرد عنه هؤلاء الضعفاء ، وكان الرد الإلهي يقول له : * ( وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ) * [2] .
والهدف من كلامهم هذا هو إضعاف نفوس من آمن مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، من حيث إشعارهم بالقلة ، والذلة ، والضعف ، وأنهم لا حول لهم ولا قوة . فيسقطون بهذه