responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير سورة الفاتحة نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 87


إلى ذلك من صفات ألوهية ، تعني مزيداً من الإحساس بالبون الشاسع ، فيما بين هذا الإنسان الضعيف ، العاجز ، المحتاج ، الخ . . وبين ذلك الإله الخالق العظيم ، وقد يتحول هذا الإحساس بالبون - بصورة لا شعورية - إلى إحساس بالبعد عنه ، وبانقطاع العلاقات والروابط معه أياً كانت [1] .
ولأجل ذلك نلمح مزيداً من الإصرار في الآيات القرآنية على تجسيد العلاقة بين الله وبين العباد ، كواقع حي ، يتلمسه هذا الإنسان بأحاسيسه الظاهرة قبل الباطنة . في كل حين ، وفي كل مجال .
كما أن ثمة تركيزاً واضحاً على تكوين شعور قوي وعميق بربوبيته سبحانه لهذا الإنسان ، ورفقه به ، ورعايته له من موقع



[1] وقد تجلت سلبيات هذا الشعور حين تحول إلى انحراف فكري خطير جداً حين قالت بعض الفرق : إن الله قد كتب ما كان وما يكون إلى يوم القيامة ، ولم يعد قادراً على أي عمل ، ولا يستطيع التدخل لتغيير أي شيء بل هو محكوم بقدره مغلول اليد ، كما قالت اليهود : * ( يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ) * [ الآية 64 من سورة المائدة ] . فهو تعالى قد أوجد الخلق وانتهى دوره ، وبطل تأثيره . فلم تعد النظرة إليه من المخلوقين - على أساس هذه النظرة المنحرفة - من موقع الحاجة . ولم يعد لصفاته تأثير . فتعطلت وانتهت وبطل مفعولها . ولم يعد الكريم ، والرحيم ، والعطوف ، و . . و . . الخ . .

نام کتاب : تفسير سورة الفاتحة نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست